إني لأطمع ثم أنهض بالمنى * * * و اليأس يجذبني إليه فأقعد
و لها:
شغف الفؤاد بجارة الجنب * * * فظللت في حرب و في كرب
يا جارتي أمسيت مالكة * * * رقي و غالبتي على لبي
فرّجوا كربي قليلا * * * فلقد صرت نحيلا
و افعلوا في أمر مشغوف * * * بكم فعلا جميلا
صرمت أسماء حبلي فانصرم * * * ظلمتنا كل من شاء ظلم
و استحلّت قتلنا عامدة * * * و تجنت عللا لم تحترم
أصابني بعدك ضر الهوى * * * و اعتادني شوق و إقلاق [ (1
قد يعلم اللَّه و حسبي به * * * أني إلى وجهك مشتاق
كتمت اسم الحبيب من العباد * * * و ردّدت الصبابة في فؤادي
فيا شوقي [2] إلى بلد خلي * * * لعلي باسم من أهوى أنادي
ليس يستحسن في وصف الهوى * * * عاشق يحسن تأليف الحجج
بني الحب على الجور فلو * * * أنصف المعشوق فيه لسمج
لا تعيبا من محب ذلة * * * ذلّة العاشق مفتاح الفرج
ضم المأمون عليّة يوما و جعل يقبّل رأسها، و كان وجهها مغطّى فتأذّت بذلك و شرقت و سعلت، ثم حمّت أياما.
[1] في ت: «اخلاقي».
[2] في ت: «فوا شوقا».