نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 10 صفحه : 207
هيئة فأجلسه إلى جانبي، و قال [له] [1]: أ تعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة، أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل و قرّظه لفعله هذا. و قال [لي] [2]: إني كنت إليك لمشتاق، و قد كنت سئلت عن مسألة أ فتأذن لي أن [3] أعرفك إياها؟ قلت: هات. قال: قوله تعالى: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ[4] و إنما يقع الوعد و الإيعاد بما قد عرف مثله، و هذا لم يعرف. فقال: إنما كلم اللَّه تعالى العرب على قدر كلامهم، أما سمعت قول امرئ القيس:
أ يقتلني و المشرفي مضاجعي * * * و مسنونة زرق كأنياب أغوال
و هم [5] لم يروا الغول قط، و لكنه لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا [6] به، فاستحسن الفضل ذلك. [و استحسنه] [7] السائل أيضا [8] و اعتقدت من ذلك اليوم أن أضع كتابا في القرآن لمثل هذا [و أشباهه] [9]، فلما رجعت عملت كتابي الّذي سميته «المجاز» [10].
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ [11] قال:
أخبرني علي بن أيوب قال: أخبرنا أبو عبيد اللَّه المرزباني قال: حدّثني عبد اللَّه بن جعفر، أخبرنا المبرد- أحسبه عن الثوري [12]- قال: بلغ أبا عبيدة أن الأصمعي يعيب