نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 10 صفحه : 202
قد خربت، فاجتمع النصارى إلى الحسن بن موسى الأشيب و جمعوا له مائة ألف درهم على أن يحكم بها/ حتى تبنى، فقال: ادفعوا المال إلى بعض الشهود. فلما حضروا الجامع قال للشهود: اشهدوا علي بأني حكمت بأن لا تبنى هذه البيعة. فانصرف النصارى، و رد عليهم مالهم، و لم يقبل منهم درهما واحدا و البيعة خراب.
قال الخطيب: إنما فعل ذلك لثبوت البينة عنده أن البيعة محدثة بنيت في الإسلام [1].
1174- سعيد بن وهب، أبو عثمان [2] مولى بني أسامة بن لؤيّ
كان شاعرا من أهل البصرة، فأكثر القول في الغزل و الخمر و المجون، و تصرف مع البرامكة، و تقدم عندهم، و دخل على الفضل بن يحيى يوما و قد جلس للشعراء فجعلوا ينشدونه و يأمر لهم بالجوائز حتى لم يبق منهم أحد ثم التفت إلى سعيد بن وهب كالمستنطق له. فقال له: أيها الوزير، إني ما كنت استعددت لهذه الحال، و لكن قد حضرني بيتان أرجو أن ينوبا عن قصيدة فقال: هاتهما، فربّ قليل أبلغ من كثير. فقال:
مدح الفضل نفسه بالفعال * * * فعلا عن مديحنا بالمقال [ (4
أمروني بمدحه قلت كلّا * * * كبر الفضل عن مديح الرجال [ (5
فطرب الفضل و قال [له] [6]: أحسنت و اللَّه و أجدت، و لئن قل القول و ندر لقد اتسع المعنى و كثر، ثم أمر له بمثل ما أعطى كل من أنشده يومئذ، و قال: لا خير فيما يجيء بعد بيتيك و قام من المجلس، و خرج الناس لا يتناشدون إلا البيتين [7]، و كان لسعيد بن وهب عشرة بنين، و عشر بنات.