و كان حاجب [2] الرشيد و الأمين. و كان أبو العباس أبوه حاجب [3] المنصور و المهدي. و أسند الحديث عن حميد الطويل، و لمّا أفضت الخلافة إلى الأمين قدم الفضل عليه من خراسان بالأموال/ و القضيب و الخاتم، و كان في صحبة الرشيد إلى أن مات الرشيد [4] بطوس، فأكرمه الأمين و قرّبه و ألقى إليه [5] أن دبر الأمور، و عوّل عليه في المهمات، و فوّض إليه ما وراء بابه، فكان هو الّذي يولي و يعزل و تخلّى الأمين مستريحا، و احتجب عن الناس فقال أبو نواس:
لعمرك ما غاب الأمين محمد * * * عن الأمر يعنيه إذا شهد الفضل
و لو لا مواريث الخلافة أنها * * * له دونه ما كان بينهما فضل [6]
و إن كانت الأخبار فيها تباين * * * فقولهما قول و فعلهما فعل
أرى الفضل للدنيا و للدين جامعا * * * كما السهم فيه الفوق و الريش و النصل [ (7
فلمّا خلع الأمين، و جاء المأمون إلى بغداد لمحاربته هرب الفضل بن الربيع، فلما قتل الأمين نفى الفضل و طاهر بن الحسين ببغداد فثنى عنانه معه و قال: إن هذا العنان ما ثني إلا لخليفة، فقال له طاهر: صدقت، فسل ما شئت فقال: تكلم لي أمير المؤمنين فكلمه، فصفح عنه.
و له في هربه قصة طريفة.
أخبرنا محمد بن أبي طاهر، أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، عن