responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 10  صفحه : 184

فلو كان هذا كذا لم تكن‌ * * * لتتركني نهزة للكرب‌

و أنت ببغداد ترعى بها * * * نبات اللذاذة مع من تحب‌

فيا من جفاني و لم أجفه‌ * * * و يا من شجاني بما في الكتب‌

كتابك قد زادني صبوة * * * و أشعر قلبي بحرّ اللهب‌

فهبني نعم قد كتمت الهوى‌ * * * فكيف بكتمان دمع سرب‌

و لو لا اتقاؤك يا سيدي‌ * * * لوافتك بي الناجيات النحب‌

فلما قرأ الرشيد كتابها أنفذ من وقته خادما على البريد/ حتى حدروها [1] إلى بغداد في الفرات.

و روينا أن الرشيد غضب على عليّة، فأمرت أبا حفص الشطرنجي أن يقول شعرا يعتذر فيه عنها فقال:

لو كان يمنع حسن العقل صاحبه‌ * * * من أن يكون له ذنب إلى أحد

كانت عليّة أيدي الناس كلهم‌ * * * من أن تكافى بسوء آخر الأبد

ما لي إذا غبت لم أذكر بواحدة * * * و إن سقمت و طال القسم لم أعد

ما أعجب الشي‌ء أرجوه فأكرمه‌ * * * قد كنت أحسب أني قد ملأت يدي‌

فغنى بها الرشيد فأحضرها و قبّل رأسها و قال: لا أغضب عليك أبدا.

و قال عبد اللَّه بن الفضل بن الربيع: دخلت على أبي حفص الشطرنجي أعوده في علته التي مات فيها، فأنشدني لنفسه:

نعى لك ظل الشباب المشيب‌ * * * و نادتك باسم سواك الخطوب‌

فكن مستعدا لداعي الفنا * * * فإن الّذي هو آت قريب‌

أ لسنا نرى شهوات النفوس‌ * * * تفنى و تبقى علينا الذنوب‌

و قبلك داوى المريض الطبيب‌ * * * فعاش المريض و مات الطبيب‌

يخاف على نفسه من يتوب‌ * * * فكيف ترى حال من لا يتوب‌


[1] في ت: «حتى حدوها».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 10  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست