نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 10 صفحه : 178
بكر بن عياش، و سفيان بن عيينة و كان ثقة إماما.
قال ثعلب: لو لا الفراء ما كانت عربية، لأنه خلصها و ضبطها. [1]
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي، حدّثنا الحسن بن داود، حدّثنا أبو جعفر عقدة، أخبرنا أبو بديل الوضاحي قال: أمر أمير المؤمنين المأمون الفراء أن يؤلف ما جمع به أصول النحو و ما سمع من العرب، و أمر أن يفرد في حجرة من حجر الدار، و وكل به جواري و خدما يقمن بما يحتاج إليه حتى لا يتعلق قلبه، و لا تتشوق نفسه إلى شيء حتى انهم كانوا يؤذنونه بأوقات الصلاة، و صير له [2].
الوراقين، و ألزمه الأمناء و المنفقين، فكان يملي و الوراقون يكتبون، حتى صنف الحدود في سنين، و أمر المأمون بكتبه في الخزائن، فبعد أن فرغ من ذلك خرج إلى الناس، و ابتدأ يملي كتاب «المعاني» و كان ورّاقاه: سلمة و أبا نصر. قال: فأردنا ابن نعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء كتاب «المعاني» فلم يضبط. قال: فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضيا، فلم يزل يمليه حتى أتمه، و له كتابان في المشكل، أحدهما أكبر من الآخر، قال: فلما فرغ من إملاء كتاب «المعاني» خزنه الوراقون عن الناس ليكسبوا به [3]، و قالوا: لا نخرجه إلى أحد إلا من أراد أن ننسخه له على خمس أوراق بدرهم فشكى الناس [ذلك] [4] إلى الفراء، [فدعا الوراقين] [5] فقال لهم في ذلك، فقالوا: إنما صحبناك لننتفع بك و كل ما صنفته فليس بالناس إليه من الحاجة ما بهم إلى هذا الكتاب، فدعنا نعيش به. فقال: فقاربوهم تنتفعوا و تنتفعوا، فأبوا عليه، فقال: سأريكم. و قال للناس:
إني ممل كتاب معان أتم شرحا و أبسط قولا من الّذي أمليت. فجلس يملي، فأملى الحمد في مائة ورقة، فجاء [6] الوراقون إليه [7] فقالوا: نحن نبلغ للناس ما يحبون،