نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 10 صفحه : 116
له إبراهيم: تهيأ للخروج لقتال حميد، اعتلّ بأن الجند يريدون أرزاقهم، و تارة يقول/: حتى تدرك الغلّة، فلما توثق فيما بينه و بين الحسن و حميد فارقهم على أن يدفع إليهم إبراهيم يوم الجمعة لانسلاخ شوال، فبلغ ذلك إبراهيم، فأخذ الحذر، و بعث إليه ليأتي، فاعتل، فأعاد الرسول فأمر به، فضرب و حبس، و أخذ جماعة من قواده فحبسهم و حبس أم ولده و صبيانه، فنهض أهل بيت عيسى و أصحابه فحرضوا الناس على إبراهيم، فشدوا على عامل إبراهيم فطردوه، و طردوا جميع عماله، فلما كان يوم الجمعة صلوا أربع ركعات بغير خطبة، فأخرج إبراهيم عيسى من الحبس، و سأله المدافعة عنه فأبى، و أخرج إبراهيم أصحابه ليقاتلوا، فهزمهم حميد، فلما رأى إبراهيم هذه الحال اختفى في ليلة الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة، و بعث المطلب إلى حميد يعلمه أنه قد أحاط بدار إبراهيم، فإن كان يريده فليأته، فأتوا فلم يجدوه في الدار [1].
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثنا عبيد اللَّه بن عمر الواعظ قال: حدثنا أبي قال: إسماعيل بن علي لمّا حضر الأضحى من سنة ثلاث و مائتين: ركب إبراهيم في زيّ الخلافة، فصلّى بالناس صلاة الأضحى، و مضى من يومه إلى داره المعروفة، فلم يزل فيها إلى آخر النهار، ثم خرج منها بالليل، فاستتر و انقضى أمره، و كانت مدته منذ بويع/ له بمدينة السلام إلى أن استتر سنة و أحد عشر شهرا و خمسة أيام، ثم ظفر به المأمون، فعفا عنه، فلم يزل ظاهرا مكرما إلى أن توفي.
و في هذه السنة: انكسفت الشمس لليلة بقيت من ذي الحجة حتى ذهب ضوؤها، و غاب أكثر من ثلثيها، فلم تزل كذلك حتى قرب الظهر ثم انجلت [2].