لما ندموا سألوا قبول التوبة فقيل لهم: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ[2].
فروى عكرمة عن ابن عباس، قال: لما أمروا بقتل أنفسهم، قالوا: يا نبي اللَّه كيف نقتل الأبناء [3] و الإخوة، فأنزل اللَّه تعالى عليهم ظلمة لا يرى بعضهم بعضا، فقتلوا و قالوا: ما آية توبتنا؟ قال: أن يقوم السلاح و السيف فلا يقتل، فقتلوا حتى خاضوا في الدماء، و صاح الصبيان: يا موسى العفو العفو، فبكى موسى فأنزل اللَّه تعالى التوبة، و قام السلاح و انكشفت الظلمة عن سبعين ألفا.
قيل: قال قتادة: فجعل اللَّه القتل للمقتول شهادة و للحي توبة. هذا يدل على أن الكل ابتلوا.
و قال ابن السائب: و المقاتل إنما أمر من لم يعبد أن يقتل العابدين و أن لا يمتنع العابدون من ذلك.
و قال أبو سليمان الدمشقيّ: إنما الخطاب لعبدة العجل وحدهم أمروا أن يقتل بعضهم بعضا.
و من الحوادث [ذهاب السبعين إلى الطور يعتذرون من عبادة العجل] [4]
ان موسى أخذ من أصحابه جماعة و مضى إلى الطور يعتذرون من عبادة العجل.
قال ابن إسحاق [5]: اختار سبعين، و قال: انطلقوا فتوبوا مما صنعتم و سلوه التوبة على من خلفتم من قومكم صوموا و تطهروا و طهروا ثيابكم، فخرج إلى طور سيناء
[1] عرائس المجالس 211، و كتاب التوابين 57، و مرآة الزمان 1/ 427.