responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 256

فقالوا: ائتنا بآية فقال اخرجوا إلى هضبة من الأرض، فخرجوا فإذ هي تمخض تمخّض الحامل، ثم انفرجت فخرجت من وسطها ناقة فقال. هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ (لَكُمْ آيَةً) فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ‌ [1]. و كانت تشرب ماءهم يوما و يشربون يوما، و يحتلبونها في يوم شربها عوض ما شربت. و كان صالح لا يبيت عندهم بل في مسجد له، فهموا بقتله فكمنوا له تحت صخرة يرصدونه فرضختهم الصخرة فأصبح الناس يقولون قتلهم صالح، فاجتمعوا على عقر الناقة، فذهبوا إليها و هي على حوضها قائمة، فضرب أحدهم- و اسمه قدار بن سالم- عرقوبها فوقعت تركض، فجاء الخبر إلى صالح، فأقبل فأخذوا يعتذرون إليه و يقولون: إنما عقرها فلان.

فقال: انظروا هل تدركون فصيلها فإن أدركتموه فعسى يرفع عنكم العذاب، فخرجوا و قد صعد إلى رأس الجبل، فلم يقدروا عليه فرغا ثلاثا، فقال صالح: لكل رغوة أجل يوم تمتعوا في داركم ثلاثة أيام. ألا إن آية العذاب أن اليوم الأول تصبح وجوهكم مصفرة، [و اليوم الثاني محمرة و اليوم‌] [2] الثالث مسودة، فأصبحوا كأنما طليت وجوههم بالخلوق، صغيرهم و كبيرهم، ذكرهم و أنثاهم. فلما أمسوا صاحوا بأجمعهم:

ألا قد مضى يوم من الأجل و حضركم العذاب.

فلما أصبحوا إذا وجوههم محمرة كأنما خضبت بالدماء، فضجوا و بكوا و عرفوا آية العذاب/ فلما أمسوا صاحوا: ألا قد مضى يومان، فلما أصبحوا اليوم الثالث إذا وجوههم مسودة كأنما طليت بالقار، فتحنطوا بالصبر و تكفنوا بالأنطاع، ثم ألقوا نفوسهم بالأرض لا يدرون من أين يأتيهم العذاب، فلما أصبحوا في اليوم الرابع أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة، فتقطعت قلوبهم في صدورهم و هلكوا.

و كان منهم رجل بالحرم يقال له «أبو رغال»، منعه الحرم من العذاب.

و ذكر أن صالحا أقام في قومه عشرين سنة، و توفي بمكة و هو ابن ثمان و خمسين سنة. و قيل: بل عاش مائتي سنة و سبعين، ثم بعث اللَّه تعالى بعده إبراهيم الخليل.

أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري [3]، أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أخبرنا


[1] سورة: الأعراف، الآية 73.

[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل و أوردناها من هامشها.

[3] في الأصل: «البيضاوي»، و التصحيح من هامش المخطوطة.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست