responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 19

الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الفكرية في عصر ابن الجوزي:

عاش الإمام ابن الجوزي في القرن السادس الهجريّ، و الّذي يعد من أهم القرون المؤثرة في الساحة العربية من الناحية الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الفكرية، و الّذي شهد اضطرابات سياسية و اجتماعية و فكرية واسعة النطاق.

فمن الناحية الاجتماعية كانت هناك اضطرابات اجتماعية خطيرة، فقد كان هناك تفاوت في المجتمع من حيث المستوى الاجتماعي، يرجع ذلك إلى اختلاف الدخول، فقد كانت هناك طبقة الأثرياء الذين يمتلكون الأموال الطائلة، بينما هناك من لا يجد قوت يومه، أدى ذلك إلى ظهور طبقة العيارين و الشطار، الذين عاثوا في البلاد فسادا، و قد زاد من انتشارهم ضعف السلطة و عدم الاستقرار السياسي.

و قد رأى ابن الجوزي بأم عينه اتساع الفتن الاجتماعية الناجمة من الصراعات الطائفية، و من غارات البدو و القبائل على الآمنين، و هذه ناتجة من بعض ما أفرزه القلق و الفوضى السائدان في القرن السادس الهجريّ الّذي سيطر فيه السلاجقة. و قد حفل كتاب «المنتظم» بأخبار الكثير من الحوادث المؤسفة و الخطيرة التي كانت تتعرض إليها بغداد، بلا مبرر سوى الرضوخ الأهوج إلى بعض الرواسب التقليدية، كما كانت بعض المدن العراقية الأخرى عرضة لهجمات بعض القبائل المتمردة على النظام و تجرد قوافل الحجاج من الأموال و المتاع، و تعريض أرواحهم إلى الخطر [1].

أما الناحية السياسية فقد شهد عصر ابن الجوزي سقوط الدولة الفاطمية سنة 567 ه-، و قيام الدولة الأيوبية و تجديد شباب الخلافة العباسية في عهد الناصر لدين اللَّه.

أما الناحية الاقتصادية فقد كان لسوء توزيع الثروة بين الناس أثره الشديد على تنعم بعض الطبقات بالأموال الطائلة و الثروات الكبيرة و حرمان الآخرين، مما أثر على ترابط المجتمع و عدم تماسكه. و على الرغم من ذلك فلم يكن هناك توازن بين دخول الناس و الضرائب المفروضة عليهم، فقد تعسفت السلطة في جمع الضرائب من الناس على الرغم من سوء الأحوال الاقتصادية.


[1] كتاب المنتظم، دراسة في منهجه و موارده و أهميته، للدكتور حسن عيسى علي الحكيم، ص 31.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست