responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 12
ذو أبراج، وبعضها بني على شكل إهليلجي أو قريب منه، وبعضها على شكل دائري. وقد أحيطت بأسوار لحمايتها من غزو الغزاة وللدفاع عن نفسها والثبات بوجه الأعداء. ولها أبواب تغلق ليلًا وتحرس حراسة شديدة حتى لا تفاجأ المدينة بعدو يأخذ على حين غرة، كما تغلق وتسد سدًّا محكمًا أيام الحروب.
ويظن أن تخطيط المدن على شكل مستطيل كان هو الشكل الغالب، إذ وجد المنقبون أكثر خرائب المدن قد بني في الأصل على هذا النحو فـ "مأرب" بنيت على شكل مستطيل على رأي بعض من درس آثارها. وكذلك خربة "غربون" في جنوب "المشهد" بوادي "حجرين" بحضرموت. وذهب بعض من زارها إلى أنها كانت مربعة الشكل1. وعلى هذا النحو كانت "شبوة" و"حريب"2 و"يلط" "يليط"3، و"قرنو" التي هي معين في الجوف4.
ومن المدن التي بنيت على شكل إهليلجي تقريبًا مدينة "حاز" "حيزم" وهي محاطة بسور يتراوح ارتفاعه من ستة أمتار إلى ثمانية أمتار، تخترقه خمسة أبواب. وبنيت مدينة "بيحان النقب" التي تقع على مسافة عشرة أميال إلى الشمال من "بيحان" على شكل إهليلجي كذلك5.
وقد تبين أن أكثر المدن اليمانية القديمة قد بني في بطون الأودية على مرتفعات طبيعية، أو صناعية، أي من عمل الإنسان. وقد يكون ذلك بسبب خصب الأودية وتوافر الماء فيها بسهولة، بحفر الآبار أو من العيون أو بواسطة بناء السدود.
غير أن هناك مدنًا أقيمت على الهضاب والنجاد وعلى سفوح الجبال، وذلك لتتمتع حماية طبيعية وليكون من الصعب على الأعداء التغلب عليها. ومن المدن القديمة التي أقيمت في بطون الأودية مدينة "قرنو" "القرن" "معين"، فقد بنيت على تل أقامه المعينيون أنفسهم ارتفاعه خمسة عشر مترًا عن سطح أرض الوادي، وذلك لحماية المدينة من طغيان ماء السيول في الوادي في موسم الأمطار6.

1 Arabien, S. 140, Von Wissmann-M. Beitrage, S. 27, 245, Le Museon, 61, 1948, P. 221.
2 وتسمى بـ "الساحل" في هذا اليوم.
3 وتسمى بخربة سعود في هذا اليوم.
4 محمد توفيق، آثار معين، 4، Arabien, S. 141
5 Rathjens-H. V. Wissmann, Vorislamische Altertumer, S. 101, 102, Arabien S. 141.
6 Arabien, S. 141
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست