responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 232
المناكح الكريمة:
وقد روي عن "أكثم بن صيفي" قوله: "المناكح الكريمة مدراج الشرف"1. ولهذا حرصوا على تطبيق قاعدة التكافؤ في الزواج، واختيار كرائم البنات لكرائم الرجال. وروي أن جملة ما أوصى به "الحارث بن كعب" سيد مذحج قومه أن "تزوجوا الأكفاء، وليستعملن في طيبهن الماء، وتجنبوا الحمقاء. فإن ولدها إلى أفنٍ ما يكون، إلا أنه لا راحة لقاطع القرابة"2.
وقد عرفت هذه القاعدة ب "الكفاءة في النكاح". وهي أن يكون الزوج مساويًا للمرأة في حسبها ودينها ونسبها وبيتها وغير ذلك3.
والمرأة في نظر العرب وعاء للولد. هذه نظرتهم إليها في الجاهلية وفي الإسلام. قال "عروة بن الزبير": "لعن الله فلانة، ألفتُ بني فلان بيضًا طوالاً، فقلبتهم سودًا قصارًا". وفي هذا المعنى جاء في الشعر:
وأول خبث الماء خبث ترابه ... وأول خبث القوم خبث المناكح4
وللأم أثر خطير في الولد. وقد ذكر "الجاحظ" أن العرب تقول: "عرق الخال لا ينام". وإن كثيرًا من العلماء يزعمون أن عرق الخال أنزع من عرق العم. ومن دلائل ذلك تباهي الناس بأخوالهم، واعتبار الخال بمنزلة الوالد. وقول العرب: "لئيم الخال"، واحتماء الأولاد بأخوالهم ولجوؤهم إليهم أكثر من لجوئهم إلى أعمامهم5. ودعوتهم لهم عند العصبية. وقول العرب "العرق دساس" و "عرق الخال".
ولكننا لا نستطيع القطع برأي العرب في موضوع "دس العرق". وفي أن أيًّا هو أكثر أثرًا ووضوحًا في الولد: عرق الخال، أم عرق العم؟ فهناك أمثلة في التأريخ الجاهلي تظهر أن من الجاهليين من كان يقدم العم على الخال،

1 ثمار القلوب "691".
2 أمالي المرتضى "1/ 233".
3 تاج العروس "1/ 108"، "كفأ".
4 عيون الأخبار "4/ 2 وما بعدها".
5 الثعالبي، ثمار "343 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست