responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 70
ويذكر أهل الأخبار أنه كان المطلب وهاشم وعبد شمس، ولد عبد مناف من أمهم: "عاتكة بنت مرة السُّليمة"، و"نوفل" من "واقدة"، قد سادوا بعد أبيهم عبد مناف جميعًا، وكان يقال لهم: "المجبرون"، وصار لهم شأن وسلطان، فكانوا أول من أخذ لقريش "العِصَم"1, أي "الحبال"، ويراد بها العهود. أخذ لهم هاشم حبلا من ملوك الروم وغسان، وأخذ لهم عبد شمس حبلا من النجاشي الأكبر، فاختلفوا بذلك السبب إلى أرض الحبشة، وأخذ لهم نوفل حبلا من الأكاسرة، فاختلفوا بذلك السبب إلى أرض العراق وأرض فارس، وأخذ لهم المطلب حبلا من ملوك حمير، فاختلفوا بذلك السبب إلى اليمن، فجُبرت بهم قريش، فسموا المجبرين2, حتى ضرب بهم المثل، فقيل: أقرش من المجبرين. والقرش: الجمع والتجارة، والتقرش: التجمع, والمجبرون هم الأربعة المذكورون3.
وفي رواية أخرى أن "المطلب" هو الذي عقد الحلف لقريش من النجاشي في متجرها إلى أرضه، وأن هاشمًا، هو الذي عقد الحلف لقريش من "هرقل" لأن تختلف إلى الشام آمنة. ولو أخذنا بهذه الرواية وجب أن يكون هاشم قد أدرك أيام "هرقل" "610-641" "Heracleous l"، وهو أمر غير ممكن؛ لأن معنى ذلك أنه عاش في أيام الرسول وأدرك رسالته، ولا يهم ورود اسم "هرقل" في هذه الرواية؛ فأهل الأخبار لا يميزون بين ملوك الروم، ويذكرون اسم "هرقل"؛ لأنه حكم في أيام الرسول وفي أيام الخلفاء الراشدين الأُوَل.
وإذا صحت الرواية، يكون "آل عبد مناف" قد احتكروا التجارة وصاروا من أعظم تجار مكة. وقد وزعوا التجارة فيما بينهم، وخصوا كل بيت من بيوتهم الكبيرة بالاتجار مع مكان من أمكنة الاتجار المشهورة في ذلك العهد، وأنهم تمكنوا بهذه السياسة من عقد عقود تجارية ومواثيق مع السلطات الأجنبية التي تاجروا معها لنيل حظوة عندها، ولتسهيل معاملاتها التجارية؛ فجنوا

1 العِصَم، بكسر ففتح.
2 الطبري "2/ 252"، اليعقوبي "1/ 200", ذيل الأمالي "ص199", أمالي المرتضى "2/ 268".
3 مجمع الأمثال "2/ 72", البلاذري، أنساب "1/ 59".
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست