responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 51
دار بمكة وأنشرها في الناس خبرًا1, ثم تتابع الناس فبنوا من الدور ما استوطنوه. ويذكر أهل الأخبار: أن مكة لم تكن ذات منازل، وكانت قريش بعد جرهم والعمالقة ينلجعون جبالها وأوديتها ولا يخرجون من حرمها انتسابًا إلى الكعبة لاستيلائهم عليها وتخصصًا بالحرم لحلولهم فيه. ولما كان "كعب بن لؤي بن غالب" جمع قريشًا صار يخطب فيها في كل "جمعة"، وكان يوم الجمعة يسمى في الجاهلية "عروبة" فسماه كعب "الجمعة". وبذلك ألف بين قريش حتى جاء "قصي" ففعل ما فعل2.
ولدينا خبر آخر، يذكر أنه قد كان حول الحرم شجر ذو شوك، نبت من قديم الزمن وكون غوطة، فقطعها "عبد مناف بن قصي" وهو أول من بني دارا بمكة، ولم تُبْنَ دار قبلها، بل كان بها مضارب للعرب من الشعر الأسود3.
وزعم بعض أهل الأخبار أن أهل مكة كانوا يبنون بيوتهم مدورة تعظيمًا للكعبة, وأول من بنى بيتا مربعا "حُمَيْد بن زهير" فقالت قريش: "رَبَّعَ حميد بن زهير بيتًا, إما حياةً وإما موتًا"4, و"الربع": المنزل ودار الإقامة والمحلة5, وهو أحد "بني أسد بن عبد العزى", وأن العرب تسمي كل بيت مربع كعبة، ومنه كعبة نجران6. وذُكر أيضا أن "حميد بن زبير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى" هو أول من خالف سنة قريش وخرج على عرف أهل مكة فبنى بيتًا مربعًا، وجعل له سقفًا. وفي عمله هذا قال الراجز:
اليوم يبنى لحُمَيْدٍ بيته ... إما حياته, وإما موته7
وورد في رواية أخرى، أن ثاني دار بنيت بمكة بعد دار الندوة، هي "دار

1 الأحكام السلطانية "ص163 وما بعدها", البلاذري, فتوح "64".
2 الأحكام السلطانية "ص162 وما بعدها".
3 نزهة الجليس "1/ 24".
4 نهاية الأرب "1/ 313".
5 اللسان "8/ 102".
6 ابن رستة، الأعلاق النفيسة "58".
7 الثعالبي، ثمار القلوب "13", مؤرج السدوسي، حذف من نسب قريش "54", الزبير بن بكار، نسب قريش "1/ 443", Kister, p. 126.
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست