responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 5  صفحه : 52
النبط"، إذ نجدهم يكتبون بعد اسمهم: "ملك ملك نبطو"، أي "الملك: ملك النبط".
ويلاحظ أنه قد كان للمرأة منزلة رفيعة عند النبط، بدليل ما نجده في كتاباتهم وفي نقودهم من ذكر اسم الملكات مع الملوك. فقد كان من عادتهم ورسومهم ذكر الملكات مع الملوك رسميًّا، فقد ورد مثلًا: "شقيلت أخته، ملكت نبطو". أي "شقيلة أخته، ملكة النبط". وورد: "شقيلت أمه، ملكت نبطو"، أي "شقيلة أمه: ملكة النبط"، وهكذا. ونجد النقود النبطية وقد أشارت إلى اسم الملك الذي أمر بضرب ذلك النقد، كما نجد اسم زوجته أو أمه معه. وقد ضربت صورة رأس الملك ورأس الملكة معه في النقود المضروبة باليونانية1.
وبالرغم من ظفر العلماء بنقود نبطية ويونانية، لم يتمكنوا حتى الآن من الاتفاق على تثبيت أسماء ملوك النبط تثبيتًا زمنيًّا، ولم يتمكنوا أيضًا من تعيين مدة حكم كل واحد منهم تعيينًا مضبوطًا قاطعًا، فما سنذكره عنهم لا يعني إذن أنه شيء ثابت وأكيد2.
وقد تأثر النبط بالثقافة اليونانية تأثرًا كبيرًا. ويظهر هذا الأثر في نقودهم، إذ قلدوا في ضربها النقود اليونانية، بل ضربوها بكتابة يونانية في الغالب. وقد نعت "عبادة الثالث نفسه بـ "الها" في نقد ضربه باسمه، محاكاة للسلوقيين الذين لقبوا أنفسهم بـ "ديوس" "Deos"، أي "الإله". كما يظهر هذا الأثر في إدارة الدولة وفي الحجارة المكتوبة، إذ نجد أصحابها بكتبون بالنبطية وباليونانية، بل نجد هذا الأثر على شواهد القبور وغير ذلك3. ولعلهم كانوا قد أخذوا من مناهل العلم اليوناني، وتعلموا العلوم الشائعة في ذلك العهد من اليونان الذين سكنوا بين النبط، ومن بلاد الشأم حيث كانوا على اتصال دائم بها، وفي بلاد الشأم جاليات قوية من الرومان واليونان. ولهذا ظهر أثر اللاتينية واليونانية في الأنباط4.

1 Deities. P.11.
2 J. Cantineau. Le Nabateen, I. 6, R. Dussaud. Penetration, 51, Die Araber. I. S., 289.
3 Le Nabateen, 2, “1932”, P.5, 6, 152, Die Araber, I, S., 288.
4 N. Glueck. Rivers, P.194.
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 5  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست