responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 5  صفحه : 22
كانوا يجنونها من الاتجار مع مصر والشأم. فلم يدخل في إمكانهم وضع الأسعار كما يريدون ويشتهون كما كان ذلك سابقًا. إذ وضع سادة بلاد الشأم ومصر الجدد أسعارًا ثابتةً للبضائع العربية والهندية التي تصل إلى بلادهم، كما فرضوا عليها ضرائب معينة بحسب قوائم جديدة. وبذلك تحكموا في الأسعار التجارية العالمية، وحرموا تجارة جزيرة العرب وسادتها من ملوك متاجرين وأسر غنية متنفذة ربحًا عظيمًا، وألحقوا بخزانتهم خسائر كبيرة. وكان من أثر هذه السياسة الصارمة هبوط الأسعار هبوطًا بينًا في الأسواق1.
وقد تمكن الباحثون في تأريخ النبط من ضبط أسماء جملة ملوك حكموا النبط. ولا نستطيع اليوم ذكر اسم أول من أسس مملكة النبط، ولا الزمن الذي أسست فيه تلك المملكة ولا الأسرة التي نسلت أولئلك الملوك. وكل ما نستطيع قوله هو أن استقلال النبط كان قبل الميلاد، وأننا نعرف أسماء بضعة ملوك حكموا قبل الميلاد، بصورة أكيدة لا مجال فيها لأي شك، كما نعرف أسماء ملوك كان حكمهم بعد الميلاد.
ويكثر اسم "الحارث" "أرتاس" "ارتياس" Aretas = Arethas بين أسماء الملوك، حتى لقد ذهب الظن ببعض الباحثين إلى أن هذا الاسم هو لقب، وأنه في معنى "فرعون" بالنسبة إلى ملوك مصر، و" قيصر" بالنسبة إلى ملوك الرومان والروم، و"النجاشي" بالنسبة إلى ملوك الحبشة، و"كسرى" بالنسبة إلى ملوك الفرس، و"تبع" بالنسبة إلى ملوك اليمن2. أما الاسم الذي يليه في المرتبة فهو "عبادة" و"مالك" و"رب ال" "رب ايل". وذهب بعض آخر إلى أن لفظة "Aretas" هي اسم الأسرة الحاكمة التي حكمت النبط، وأنها من أصل "آرامي" هو "حرتت" "Charethath"3.
وفي الفصل الخامس من أسفار "المكابيين الثاني" أن "أرتاس" زعيم العرب طرد "ياسون" "Jason" من أرضه "فجعل يفر من مدينة إلى مدينة والجميع ينبذونه ويبغضونه بغضة من ارتد عن الشريعة، ويمقتونه مقت من هو قتال لأهل

1 Rostovtzeff, The Social., Vol., I, P., 387
2 The Bible Dictionary, Vol., I, P.107
3 Hastings, P.48
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 5  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست