responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 14  صفحه : 304
حتى أسماءها، احتفظوا بها، وقد حفظتها لنا كتب الإسلاميين, وبعضها لا تزال حية نستعملها هذا اليوم. ولا تختلف ألبسة الرأس المعروفة عند الجاهليين عن ألبسة الرأس المستعملة بين الأعراب وفي قرى جزيرة العرب, فقد اقتضت طبيعة الصحراء أن يحمي الجاهلي رأسه بألبسة واقية تقيه من أذى أشعة الشمس المحرقة, ومن الرمال التي تذرها العواصف في العيون وفي الأنوف. فأوجد لنفسه ألبسة رأس مناسبة له ولبساطة حياته, فستر رأسه بقطعة قماش مربعة الشكل في الغالب، تمتد على أطرافه ليتلثم بها وقت ظهور العواصف وارتفاع الرمال، أو وقت ظهور السموم، فيحمي نفسه منها ومن العطش، كما يحمي مؤخر رأسه من أشعة الشمس، ولتحميه من البرد في الشتاء كذلك. ويضع فوق هذه القطعة عقالًا، يصنع من الصوف أو من شعر الماعز أو الوبر؛ ليمسك قطعة القماش فلا تسقط. وتعرف قطعة القماش هذه بالكوفية وبـ"الكفية" في الوقت الحاضر، ويقال لها وللعقال: "الكفية والعقال" و"الكوفية والعقال" في اصطلاح المحدثين.
أما عرب بلاد الشام، فقد كانوا يضعون لبادًا فوق رأسهم, مصنوعًا من مادة مضغوطة من الصوف أو الوبر، يشبه ما يسمى بـ"العرقجين" في العراق "العرقية"، يلف حوله بقماش مختلف الألوان، قد يمتد أحد طرفيه؛ ليستعمل لثامًا للوجه وسترًا للرقبة، وهو زي الفلاحين والرعاة.
والعمامة من لباس الرأس عند الجاهليين. "والعرب تقول للرجل إذا سُوّد: قد عمم. وكانوا إذا سوّدوا رجلًا عمموه عمامة حمراء, وكانت الفرس تتوج ملوكها فيقال له: متوج"1. ويقال لها: "السبائب" كذلك, والعمامة: "السُّب"2.
وعادة صبغ الثياب، من العادات المعروفة عند العرب قبل الإسلام. وكانوا يستعملون في ذلك أصباغًا مختلفة، كالقرف وهو قشور الشجر, والجذور يستخرجون ما فيها من مادة ملونة لصبغ ما يضعونه فيها من ملابس، والأصباغ المستخرجة من بعض النباتات3. ولألوان العمائم أو الملابس دخل في المناسبات الاجتماعية، فكانوا يستعملون للحرب مثلا نوعا خاصا من العمائم ذوات ألوان خاصة، تعبر

1 اللسان "12/ 424".
2 اللسان "1/ 456"، الروض الأنف "1/ 59".
3 المخصص "11/ 14".
نام کتاب : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 14  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست