responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغرب في حلى المغرب نویسنده : ابن سعيد المغربي    جلد : 1  صفحه : 209
قَالَ وَمن فطانته أَنه دخل يَوْمًا على الْمَنْصُور بن أبي عَامر فَقَالَ لَهُ من أَرَادَ ينكت عَلَيْهِ يَا مَوْلَانَا هَذَا هُوَ القالي فَقَالَ جَعْفَر لأعداء الْحَاجِب أذلّهم الله بعزته اسْتحْسنَ ذَلِك الْمَنْصُور
وَمن أحسن مَا أنْشد لَهُ قَوْله من شعر ... بَين العذيب وَبَين وَادي المنحني ... خلفت قلبِي للصبابة والعنا
الْمَوْت أحسن من فراقك سَاعَة ... أتراك تحسب من تفارق فِي هُنَا
ودعت مِنْك الْغُصْن يبسم زهره ... والورد عانق آسه والسوسنا
ورحلت مِنْك بعبرة مَا تَنْقَضِي فحسبت جفني للسحائب معدنا
قَالَ وثار فِي خاطره أَن يرحل إِلَى موطن أَصله ويجتمع هُنَالك مفترق شَمله وَيحل بَين من لَهُ بِهِ من الْأَقَارِب وَلَا يثني الْعَنَان بعد إِلَى المغارب فَلَمَّا حل بَغْدَاد أكذبت عينه ظَنّه وأجدب المُرَاد وأخفق المُرَاد فَرجع لَا يلوي على مُتَعَذر وَلَا يمر بِغَيْر مستكره عِنْده متكدر فَقَالَ ... حننت إِلَى بَغْدَاد حَيْثُ تمكنت ... أصولي فَلَمَّا أَن حللت بِبَغْدَاد
رَأَيْت ديارًا يبْعَث الْهم لحظها ... وقوماً يسومون الْغَرِيب بأحقاد
فوليت عَنْهُم عَائِدًا غير عاطف ... وان كَانَ فِيمَا بَينهم نشيء أجدادي
وجزت على مصر فغمضت مقلتي ... وَقلت بعنف مغرب الشَّمْس يَا حادي ...
وَكَانَ أَشد مَا لقِيه بِبَغْدَاد انه حرد يَوْم بِحَضْرَة جمَاعَة مِنْهُم وأفرط فِي سوء الْخلق فَقَالَ لَهُ أحدهم يَا هَذَا بئس مَا عوضتنا عَمَّا نَقله ابوك من لبدنا إِلَى الْمغرب حمل عَنَّا علما وادبا وَجِئْنَا بِجَهْل وَسُوء أدب فَقَالَ الْمَشْي يلْزَمنِي إِلَى مَكَّة حافياً رَاجِلا إِن قعدت لكم فِي بلد من يومي
نام کتاب : المغرب في حلى المغرب نویسنده : ابن سعيد المغربي    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست