responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المختصر في اخبار البشر نویسنده : أبو الفداء    جلد : 2  صفحه : 68
وفي هذه السنة أرسل المهدي العلوي، جيشاً مع مقدم يقال له جاشه في البحر، فاستولى على الإسكندرية، وأرسل المقتدر جيشاً مع مؤنس الخادم، فاقتتلوا بين مصر والإسكندرية أربع دفعات، انهزمت فيها المغاربة، وعادوا إلى بلادهم، وقتل من الفريقين خلق كثير. وفي هذه السنة انتهى تاريخ أبي جعفر الطبري. وفيها، وقيل في السنة التي قبلها، توفي علي بن أحمد بن منصور، الشاعر المعروف بالبسامي، وكان من أعيان الشعراء، كثير الهجاء، هجا أباه وأخوته وأهل بيته، وعمل في القاسم بن عبيد الله وزير المعتضد.
قل لأبي القاسم المرزي ... قاتلك الدهر بالعجائبِ
مات لك ابن وكان زينا ... وعاش ذو الشين والمعايبِ
حياة هذا كموتِ هذا ... فلستَ تخلو منَ المصائب
وله في المتوكل لما هدم قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما، ومنع الناس من زيارته.
تالله إِن كانت أمية قد أتت ... قتيل ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله ... هذا لعمرك قبره مهدوما
أسِفوا على أن لا يكونوا شاركوا ... في قتله فتتبعوه رميما
ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثمائة.
بناء المهدية في هذه السنة، اختار المهدي موضع المهدية على ساحل البحر، وهو جزيرة متصلة بالبر، كهيئة كفّ متصلة بزند، فبناها وجعلها دار ملكه، وجعل لها سوراً محكماً، وأبواباً عظيمة، وزن كل مصراع مائة قنطار، وكان ابتداء بنائها يوم السبت في هذه السنة، لخمس خلون من ذي القعدة، ولما تم بناؤها قال المهدي: الآن أمنت على الفاطمية بحصانتها وفي هذه السنة أغارت الروم على الثغور الجزرية، فغنموا وسبوا. وفي هذه السنة توفي أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب النسائي صاحب كتاب السنن بمكة، ودفن بين الصفا والمروة، وكان إماماً حافظاً محدثاً، رحل إلى نيسابور، ثم إِلى العراق، ثم إِلى الشام ومصر، ثم عاد إلى دمشق، فامتحن في معاوية، وطُلب منه أن يروى شيئاً من فضائله، فامتنع وقال: ما يرضى معاوية أن يكون رأساً برأس، حتى يفضل. فقيل إنه وقع في حقه مكروه، وحمل إِلى مكة فتوفي بها. وفيها توفي أبو علي محمد بن عبد الوهاب المعتزلي.
ثم دخلت سنة أربع وثلاثمائة فيها توفي الناصر العلوي صاحب طبرستان وعمره تسع وسبعون سنة، وكان يقال له الأطروش. واسمه الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وكان قد ملك طبرستان في سنة إِحدى وثلاثمائة، واستولى على مملكتها، ثم قام بعد الناصر المذكور، الحسن بن القاسم العلوي، ويلقب بالداعي، وقتل في سنة ست عشرة وثلاثماثة، وانقرض بموته ملك العلويين من طبرستان. وفيها توفي
نام کتاب : المختصر في اخبار البشر نویسنده : أبو الفداء    جلد : 2  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست