responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 8  صفحه : 288
يوسف بن عمر فخبره بذلك، فقال يوسف بن عمر: ويحك فكيف علمت بذلك؟
فقال: لأنه خبرني الصدوق أنه قد بايعه الناس على ذلك ووجه بكتبه إلى أهل السواد يواعدهم بالخروج، فضاقت الأرض برحبها على يوسف بن عمر، ثم إنه بعث إلى عامله الحكم بن الصلت بالكوفة ويحذره أمر زيد بن علي ويأمره بالطلب والتفتيش، ثم أرسل إلى الطرق فأخذت، فكان لا يمر أحد إلّا فتش مخافة أن يكون معه كتاب.
قال: فبينما أهل المصالح على الطرق إذا برجل مر وفي يده عصاة وهو مستعجل فصاحوا به ثم قالوا: من أين أنت؟ قال: من بلاد الشام، ففتش فلم يوجد معه شيء، فضرب أحدهم يده إلى العصا فأخذها وجعل يقلبها وينظر إليها، فإذا على ناحية منها قطعة شمع ملصقة فقلع ذلك الشمع، فإذا جانب العصاء مجوفة وفي جوف الحفر كتاب مدرج، فأخذ الكتاب والرجل فأتى بهما إلى يوسف بن عمر. فأخذ الكتاب ففضه فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من زيد بن علي بن الحسين بن علي، إلى أهل الموصل وسائر بلاد الجزيرة، سلام عليكم! أما بعد، فاتقوا الله عباد الله الذي خلقكم ورزقكم، وبيده أموركم وإليه مصيركم، فإنكم قد أصبحتم تعرفون الحق إذ أنتم تواصفونه بينكم، ووصفه واصف لكم، ولا ينتفع واصف الحق ولا الموصوف له حتى يعين من قام به عليه، وقد قال الله تعالى وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ 103: 1- 3 [1] . وقد دعا محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم أهل الكتاب من قبل كما أمره الله سبحانه فقال يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا الله وَلا نُشْرِكَ به شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً من دُونِ الله 3: 64 [2] ، وقد عرفتم حالكم الذي أنتم عليه من الفتنة في دينكم، والبلاء في معايشكم من أمر سفك الدماء، والاستئثار عليكم بغيّكم، فهذا ما أنتم عليه واليوم مقيمون وبه آخذون، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، والدفع عن المستضعفين، ومجاهدة الظالمين الذين انتبزوا أهل البيت بيت نبي رب العالمين، فبادروا إلى عبادة الله، واحذروا أن يحل بكم عذاب الله وبأسه، وما حل على ما كان قبلكم من أهل معصيته والتولي عن أمره، وراجعوا الحق واحموا أهله، وكونوا لهم أعوانا إليه ليكونوا من المفلحين، والسلام على عباد الله الصالحين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

[1] سورة العصر.
[2] سورة آل عمران الآية 64.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 8  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست