responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 8  صفحه : 276
على فاطمة بنت الحسين أم عبد الله بن الحسن [1] بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فألقت لنا وسائد فجلسنا، ثم أقبلت على الكميت فقالت: يا كميت- جزاك الله عنا خيرا، فلقد أحببتنا حين أبغضنا الناس، ومدحتنا حين غلبنا الناس، ووصلتنا حين قطعنا الناس. قال: ثم دعت له بقدح سويق وماء فجدحته بيدها وناولته إياه، فأخذ الكميت وشربه، ثم إنها أشارت إلى الجارية بشيء وقالت: يا أبا المستهل! إنا قد أمرنا لك بمركب وستين دينارا نفقة، فإن أنت تقبل ذلك! قال: فهملت عيناه بالدموع ثم قال: والله يا بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! لا أرزأك ولا أرزأ غيرك على شيء من مدحتكم شيئا أبدا حتى يكون الذي أقول فيكم يجزيني عليه ربي، وأيم الله! لولا أني طلبت البركة في هذا السويق إذ جدحته بيدك إذا لما ذقته، ثم نهض فخرج من عندها.
قال: وقال يحيى بن يزيد قال أبي يزيد بن علي أخبرني عمي عمر بن الحسن قال: قدم علينا الكميت بن زيد إلى المدينة، فاستنشدناه ذات يوم، فأنشدنا قصيدة له في رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) هذه الأبيات [2] :
سل الهموم لقلب غير متبول ... ولا رهين لدى بيضاء عطبول
ولم أقف بديار الحي أسألها ... أبكي معارفها ضلا بتضليل [3]
ما أنت والدار إذ صارت معارفها ... للريح مدرجة ذات الغرابيل
تسدي الرياح بها ذيلا وتلحمه ... ذيلا بمعتطف منها ومشمول [4]
نفسي فداء الذي لا الجور سنته ... ولا المعاذير من بخل وتبخيل
نفسي فداء رسول الله قيل له ... مني ومن بعدها أدنى لتفليل
الحازم الأمر والميمون طائره ... والمستضاء به والصادق القيل
قال: فبكى الناس بكاء شديدا، وانصرف الكميت إلى منزله، فجمع له أصحابنا ألف دينار وكسوة من الثياب الجدد وغير ذلك، ثم بعثوا بها إليه فردها،

[1] بالأصل «الحسين» انظر جمهرة ابن حزم.
[2] شرح هاشميات الكميت ص 200 باختلاف بعض الألفاظ.
[3] البيت في شرح الهاشميات:
ولا تقف بديار الحي تسألها ... تبكي معارفها ضلّا بتضليل
الضل والضلال واحد، والتضليل تفعيل منه.
[4] البيت في شرح الهاشميات:
تسدي الرياح بها نسجا وتلحمه ... ذيلين من معصف منها ومشمول
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 8  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست