responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 96
قال: وأرسل إليه الحسين رضي الله عنه بريرا [1] . فقال برير: يا عمر بن سعد! أتترك أهل بيت النبوة يموتون عطشا وحلت بينهم وبين الفرات أن يشربوه وتزعم أنك تعرف الله ورسوله؟ قال: فأطرق عمر بن سعد ساعة إلى الأرض ثم رفع رأسه وقال: إني والله أعلمه يا برير علما يقينا أن كل من قاتلهم وغصبهم على حقوقهم في النار لا محالة، ولكن ويحك يا برير [2] ! أتشير عليّ أن أترك ولاية الري فتصير لغيري؟ ما أجد نفسي تجيبني إلى ذلك أبدا، ثم أنشأ يقول:
دعاني عبيد الله من دون قومه ... إلى خطة فيها خرجت لحيني
فو الله لا أدري وإني لواقف ... على خطر بعظم على وسيني
أأترك ملك الريّ والريّ رغبة [3] ... أمّ أرجع مذموما [4] بثأر حسين
وفي قتله النار التي ليس دونها ... حجاب وملك الري قرة عين
قال: فرجع برير بن حضير إلى الحسين فقال: يا ابن بنت رسول الله! إن عمر بن سعد قد رضي أن يقتلك بملك الري.
قال: فلما أيس الحسين من القوم وعلم أنهم قاتلوه أقبل على أصحابه فقال:
قوموا فاحفروا لنا حفيرة حول عسكرنا هذا شبه الخندق وأججوا فيه نارا، حتى يكون قتال القوم من وجه واحد لا نقاتلهم ولا يقاتلون فنشتغل بحربهم ولا نضيع الحرم قال: فوثب القوم من كل ناحية وتعاونوا وحفروا خندقا، ثم جمعوا الشوك والحطب وألقوه في الخندق وأججوا فيه النار. وأقبل رجل من معسكر عمر بن سعد يقال له مالك [5] بن حوزة على فرس له حتى وقف عند الخندق وجعل ينادي: أبشر يا حسين! فقد تلفحك النار في الدنيا قبل الآخرة [6] ! فقال له الحسين: كذبت يا عدو الله! إني قادم [7] على رب رحيم وشفيع مطاع، وذلك جدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ثم قال

[1] لعله برير بن حضير، وورد اسمه في الطبري 5/ 421 ممن كان مع الحسين بن علي (رض) .
[2] بالأصل «يزيد» .
[3] عن معجم البلدان (ري) ، وبالأصل «رقبة» .
[4] عن معجم البلدان، وبالأصل «مطلوبا» .
[5] في الطبري 5/ 430 عبد الله.
[6] في الطبري: «أبشر بالنار» وفي رواية أخرى فيه 5/ 423 أن شمر بن ذي الجوشن أقبل إلى معسكر الحسين (رض) ونادى بأعلى صوته: يا حسين، استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة.
[7] الطبري: أقدم.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست