responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 74
منهم، فارجع إليه وخبّره بذاك.
فأقبل الحجاج إلى الحسين فخبره بذلك، فقام الحسين ثم صار إليه في جماعة من إخوانه، فلما دخل وسلّم وثب عبيد الله [1] بن الحر من صدر المجلس، وجلس الحسين فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، يا ابن الحر! فإن مصركم هذه كتبوا إليّ وخبروني أنهم مجتمعون على نصرتي وأن يقوموا دوني ويقاتلوا عدوي، وأنهم سألوني القدوم عليهم، فقدمت ولست أدري القوم على ما زعموا لأنهم قد أعانوا على قتل ابن عمي مسلم بن عقيل رحمه الله وشيعته، وأجمعوا على ابن مرجانة عبيد الله بن زياد يبايعني ليزيد بن معاوية، وأنت يا ابن الحر فاعلم أن الله عزّ وجلّ مؤاخذك بما كسبت وأسلفت من الذنوب في الأيام الخالية، وأنا أدعوك في وقتي هذا إلى توبة تغسل بها ما عليك من الذنوب، وأدعوك إلى نصرتنا أهل البيت، فإن أعطينا حقنا حمدنا الله على ذلك وقبلناه، وإن منعنا حقنا وركبنا بالظلم كنت من أعواني على طلب الحق [2] . فقال عبيد الله بن الحر: والله يا ابن بنت رسول الله! لو كان لك بالكوفة أعوان يقاتلون معك لكنت أنا أشدهم على عدوك، ولكني رأيت شيعتك بالكوفة وقد لزموا منازلهم خوفا من بني أمية ومن سيوفهم، فأنشدك بالله أن تطلب مني هذه المنزلة [3] ، وأنا أواسيك بكل ما أقدر عليه وهذه فرسي ملجمة، والله ما طلبت عليها شيئا إلا أذقته حياض الموت، ولا طلبت وأنا عليها فلحقت، وخذ سيفي هذا فوالله ما ضربت به إلا قطعت. فقال له الحسين رضي الله عنه: يا ابن الحر! ما جئناك لفرسك وسيفك، إنما أتيناك لنسألك النصرة، فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك [4] ولم أكن بالذي اتخذ المضلين عضدا، لأني قد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول: «من سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقهم إلّا أكبه الله على وجهه في النار» . ثم سار الحسين رضي الله عنه من عنده ورجع إلى رحله.
فلما كان من الغد رحل الحسين، وندم ابن الحر على ما فاته من نصرته،

[1] بالأصل «عبد الله» .
[2] وكان عبيد الله بن الحر قد قال للرسول الذي أرسله إليه الحسين بن علي: والله ما خرجت من الكوفة إلا لكثرة من رأيته خرج لمحاربته وخذلان شيعته فعلمت أنه مقتول ولا أقدر على نصره فلست أحب أن يراني ولا أراه. قاله في الأخبار الطوال ص 251.
[3] في الأخبار الطوال: فأنشدك الله أن تحملني على هذه الخطة، فإن نفسي لم تسمح بعد بالموت.
[4] في الأخبار الطوال: أما إذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا إلى فرسك.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست