responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 65
جزاك الله خيرا يا [1] بن عم! فقد علمت أنك أمرت بنصح، ومهما يقضي الله من أمر فهو كائن أخذت برأيك أم تركته. قال: فانصرف عنه عمر [2] بن عبد الرحمن وهو يقول:
ربّ مستنصح سيعصى ويؤذى ... ونصيح بالغيب يلفي نصيحا
[3] قال: وقدم ابن عباس في تلك الأيام إلى مكة، وقد بلغه أن الحسين عليه السلام يريد أن يصير إلى العراق، فأقبل حتى دخل عليه مسلما، فقال:
جعلت فداك يا ابن بنت رسول الله! إنه قد شاع الخبر في الناس وأرجفوا بأنك سائر إلى العراق، فبين لي ما أنت صانع! فقال الحسين: نعم، إني أزمعت [4] على ذلك في أيامي هذه إن شاء الله ولا قوة إلا بالله. فقال ابن عباس رحمه الله:
أعيذك بالله من ذلك! فإن تصر إلى قوم قد قتلوا أميرهم وضبطوا بلادهم ونفوا [5] عدوّهم، في مسيرك إليهم لعمري الرشاد والسداد، وإن كانوا إنما دعوك إليهم وأميرهم قاهر لهم وعمالهم يجبون بلادهم، وإنما دعوك إلى الحرب والقتال، وإنك تعلم أنه بلد قد قتل فيه أبوك واغتيل فيه أخوك وقتل فيه ابن عمك وبويع [6] يزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد في البلد يعطي ويفرض، والناس اليوم إنما هم عبيد الدينار والدرهم، ولا آمن عليك أن تقتل، فاتق [7] الله والزم هذا الحرم [8] . فقال له الحسين: والله أن أقتل بالعراق أحب إليّ من أن أقتل بمكة، وما قضى الله فهو كائن، وأنا مع ذلك أستخير الله وأنظر ما يكون [9] .

[1] عن الطبري، وبالأصل: «من» .
[2] بالأصل: عمرو.
[3] البيت في الطبري 5/ 382 ومروج الذهب 2/ 70 باختلاف في ألفاظه.
[4] الطبري: أجمعت المسير في أحد يوميّ هذين.
[5] عن الطبري، وبالأصل «تقوى» .
[6] بالأصل «وبايعه» .
[7] بالأصل «فاتقي» .
[8] في مروج الذهب 3/ 68 وإن أبيت إلا محاربة هذا الجبار وكرهت المقام في مكة فاشخص إلى اليمن، فإنها في عزلة، ولك فيها أنصار واخوان، فأقم بها وبث دعاتك.. فإن عصيتني وأبيت إلا الخروج إلى الكوفة فلا تخرجن نساءك وولدك معك.
[9] زيد في الطبري هنا أنه بعد خروج ابن عباس، أتاه ابن الزبير فحدثه ساعة. انظر ما جرى بينهما من حديث الطبري 5/ 383 ومروج الذهب 3/ 69.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست