responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 48
قال: فضرب هانئ بيده إلى قائم سيف من سيوف أصحاب ابن زياد فجاذبه ذلك الرجل ومنعه من السيف، وصاح عبيد الله بن زياد: خذوه! فأخذوه وألقوه في بيت من بيوت القصر وأغلقوا عليه الباب [1] .
قال: ثم وثب أسماء بن خارجة إلى عبيد الله بن زياد فقال: أيها الأمير! أمرتنا أن نأتيك بالرجل فلما جئناك به وأدخلناه إليك هشمت وجهه وأسلت دمه [2] وزعمت أنك تقتله. قال: فغضب ابن زياد وقال: وأنت ههنا أيضا؟ ثم أمر بأسماء بن خارجة فضرب حتى وقع لجنبه. قال: فحبس [3] أسماء ناحية من القصر وهو يقول:
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156، إلى نفسي أنعاك يا هانئ [4] .
قال: وبلغ ذلك بني مذحج [5] ، فركبوا جميعهم عن آخرهم حتى وافوا باب القصر فضجوا وارتفعت أصواتهم، فقال عبيد الله بن زياد: ما هذا؟ فقيل له: أيها الأمير هؤلاء عشيرة هانئ بن عروة يظنون أنه قد قتل. فقال ابن زياد للقاضي شريح: قم فادخل إليه [6] وانظر حاله واخرج إليهم وأعلمهم أنه [7] لم يقتل. قال:
فدخل شريح إلى هانئ فنظر إليه [8] ، ثم خرج إلى القوم فقال: يا هؤلاء! لا

[1] ثمة رواية مختلفة أوردها المسعودي في مروج الذهب 3/ 71 للمقابلة التي جرت بين ابن زياد وهانئ: وفيه أن ابن زياد أغلظ القول لهانئ بعد ما أنكر معرفته بمكان وجود مسلم بن عقيل، فقال له هانئ: إن لزياد أبيك عندي بلاء حسنا وأن أحب مكافأته به، فهل لك في خير؟ فقال ابن زياد: وما هو؟
قال: تشخص إلى أهل الشام أنت وأهل بيتك مسالمين بأموالكم فإنه قد جاء حق من هو أحق من حقك وحق صاحبك. فقال ابن زياد: ادنوه مني، فأدنوه منه، فضرب وجهه ... » .
[2] في الطبري: وسيلت دمه على لحيته.
[3] بالأصل: «فجلس» .
[4] وأما موقف محمد بن الأشعث وهو أحد الذين ذهبوا إلى هانئ يدعونه إلى زيارة ابن زياد، قال الطبري: فقال: قد رضينا بما رأى الأمير. لنا كان أم علينا، إنما الأمير مؤدب.
[5] في الطبري: وبلغ عمرو بن الحجاج- (وكانت أخت عمرو تحت هانئ بن عروة، وهي أم يحيى بن هانئ) - أن هانئا قد قتل، فأقبل في مذحج حتى أحاط بالقصر..
[6] الطبري: ادخل على صاحبهم.
[7] الطبري والأخبار الطوال: أنه حي.
[8] في الطبري: قال شريح: فلما رآني قال: يا لله يا للمسلمين! أهلكت عشيرتي، فأين أهل الدين، وأين أهل المصر، تفاقدوا يخلوني ... (إذ سمع الرجة على باب القصر) فقال يا شريح: إني لأظنها أصوات مذحج وشيعتي من المسلمين إن دخل عليّ عشرة نفر أنقذوني ...
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست