responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 25
الظالمون، وأنا أشهد أن من رغب عن مجاورتك وطمع في محاربتك ومحاربة نبيك محمّد صلّى الله عليه وسلّم فما له من خلاق. فقال الحسين: اللهم اشهد! فقال ابن عباس: جعلت فداك يا ابن بنت رسول الله! كأنك تريدني إلى نفسك وتريد مني أن أنصرك! والله الذي لا إله إلّا هو أن لو ضربت بين يديك سيفي هذا حتى انخلع جميعا من كفي لما كنت ممن أوفي من حقك عشر العشر! وها أنا بين يديك مرني بأمرك. فقال ابن عمر: مهلا ذرنا من هذا يا ابن عباس.
قال: ثم أقبل ابن عمر على الحسين فقال: أبا عبد الله! مهلا عمّا قد عزمت عليه وارجع من هنا إلى المدينة وادخل في صلح القوم ولا تغب عن وطنك وحرم جدك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولا تجعل لهؤلاء الذين لا خلاق لهم على نفسك حجة وسبيلا، وإن أحببت أن لا تبايع فأنت متروك حتى ترى برأيك فإنّ يزيد بن معاوية- لعنه الله- عسى أن لا يعيش إلا قليلا فيكفيك الله أمره. فقال الحسين: أفّ لهذا الكلام أبدا ما دامت السماوات والأرض! أسألك بالله يا عبد الله أنا عندك على خطأ من أمري هذا؟ فإن كنت عندك على خطأ فردني فإني أخضع وأسمع وأطيع، فقال ابن عمر: اللهم لا ولم يكن الله تعالى يجعل ابن بنت رسوله على خطأ، وليس مثلك من طهارته وصفوته من الرسول صلّى الله عليه وسلّم على مثل يزيد بن معاوية- لعنه الله- باسم الخلافة، ولكن أخشى أن يضرب وجهك هذا الحسن الجميل بالسيوف وترى من هذه الأمة ما لا تحب، فارجع معنا إلى المدينة وإن لم تحب أن تبايع فلا تبايع أبدا واقعد في منزلك. فقال الحسين: هيهات يا ابن عمر! إن القوم لا يتركوني وإن أصابوني وإن لم يصيبوني فلا يزالون حتى أبايع وأنا كاره أو يقتلوني، أما تعلم يا [1] عبد الله! أن من هوان هذه الدنيا على الله تعالى أنه أتي برأس يحيى بن زكريا عليه السلام إلى بغية من بغايا [2] بني إسرائيل والرأس ينطق بالحجة عليهم؟ أما تعلم أبا عبد الرحمن! أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس [3] سبعين نبيا ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كلهم كأنهم لم يصنعوا شيئا، فلم يعجل الله عليهم، ثم أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر، اتق الله أبا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي واذكرني في صلاتك، فو الذي بعث جدي

[1] بالأصل «يا أبا عبد الله» .
[2] بالأصل «بقية من بقايا» وما أثبتناه عن المقتل لأبي مخنف.
[3] بالأصل «طلوع الشمس إلى الغروب» وما أثبتناه عن المقتل.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست