responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 19
القبر أيضا فصلى ركعتين [1] ، فلما فرغ من صلاته جعل يقول: اللهم! إن هذا قبر نبيك محمد وأنا ابن بنت محمد وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللهم! وإنّي أحب المعروف وأكره المنكر، وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحق هذا القبر ومن فيه ما [2] اخترت من أمري هذا ما هو لك رضى.
قال: ثم جعل الحسين يبكي حتى إذا كان في بياض الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى ساعة، فرأى النبي صلّى الله عليه وسلّم قد أقبل في كبكبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى ضم الحسين إلى صدره وقبل بين عينيه وقال: يا بني! يا حسين! كأنك عن قريب أراك مقتولا مذبوحا بأرض كرب وبلاء من عصابة من أمتي وأنت في ذلك عطشان لا تسقى وظمآن لا تروى وهم مع ذلك يرجون شفاعتي، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة! فما لهم عند الله من خلاق، حبيبي يا حسين! إن أباك وأمك [وأخاك] [3] قد قدموا عليّ وهم إليك مشتاقون، وإن لك في الجنة درجات لن تنالها إلا بالشهادة. قال: فجعل الحسين ينظر في منامه إلى جده صلّى الله عليه وسلّم ويسمع كلامه وهو يقول: يا جداه! لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا أبدا فخذني إليك واجعلني معك إلى منزلك. قال: فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: يا حسين! إنه لا بد لك من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة وما كتب الله لك فيها من الثواب العظيم فإنك [4] وأباك وأخاك وعمك وعم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلوا الجنة [5] .
قال: فانتبه الحسين من نومه فزعا مذعورا فقص رؤياه على أهل بيته وبني عبد المطلب، فلم يكن ذلك اليوم في شرق ولا غرب أشد غما من أهل بيت الرسول صلّى الله عليه وسلّم ولا أكثر منه باكيا وباكية.
وتهيأ الحسين بن علي وعزم على الخروج من المدينة ومضى في جوف الليل إلى قبر أمه فصلى عند قبرها وودعها، ثم قام عن قبرها وصار إلى قبر أخيه الحسن

[1] بالأصل «ركعتان» .
[2] بالأصل: «إلّا ما» .
[3] زيادة اقتضاها السياق، باعتبار ما ورد «قدموا عليّ وهم إليك مشتاقون» .
[4] بالأصل: فإني.
[5] قال الحدادي: فرفع النبي (ص) يديه ورأسه إلى السماء فقال: اللهم أفرغ على حبيبي الصبر وأعظم له الأجر» (عن هامش المقتل) .
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست