responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 10
معاوية كان عبد الله [1] من عباده أكرمه الله واستخلفه وخوله ومكّن له ثم قبضه إلى روحه وريحانه ورحمته وغفرانه، عاش بقدر ومات بأجل، عاش برا تقيا وخرج من الدنيا رضيا زكيا، فنعم الخليفة كان لا أزكيه على الله، هو أعلم به مني، وقد كان عهد إليّ عهدا وجعلني له خليفة من بعده، وأوصاني أن أحدث آل أبي تراب بآل أبي سفيان لأنّهم أنصار الحق وطلاب العدل، فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة على أهل المدينة- والسلام [2]-.
قال: ثم كتب إليه في صحيفة صغيرة كأنها أذن فأرة: أما بعد فخذ الحسين بن علي وعبد الرحمن بن أبي بكر [3] وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطاب أخذا عنيفا ليست فيه رخصة، فمن أبي عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه.
قال: فلما ورد كتاب يزيد على الوليد بن عتبة [4] وقرأه قال: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156، يا ويح الوليد بن عتبة من أدخله في هذه الإمارة، ما لي وللحسين ابن فاطمة! قال: ثم بعث إلى مروان بن الحكم [5] فأراه الكتاب فقرأه واسترجع، ثم قال: يرحم الله أمير المؤمنين معاوية! فقال الوليد: أشر عليّ برأيك في هؤلاء القوم كيف ترى أن أصنع، فقال مروان: ابعث إليهم في هذه الساعة فتدعوهم إلى البيعة والدخول في طاعة يزيد [6] ، فإن فعلوا قبلت ذلك منهم، وأن أبوا قدّمهم واضرب أعناقهم قبل [7] أن يدروا بموت بمعاوية فإنّهم إن علموا ذلك وثب كل رجل منهم فأظهر الخلاف ودعا إلى نفسه، فعند ذلك أخاف أن يأتيك من قبلهم ما لا قبل لك به وما لا يقوم له إلا عبد الله بن عمر، فإني لا أراه ينازع في هذا الأمر أحدا إلا أن تأتيه الخلافة فيأخذها عفوا، فذر عنك ابن عمر [8] وابعث إلى الحسين بن علي وعبد الرحمن بن

[1] الطبري: عبدا من عباد الله.
[2] الكتاب باختلاف في الطبري 5/ 338 والإمامة والسياسة (من تحقيقنا 1/ 225) .
[3] مرّ أن عبد الرحمن بن أبي بكر كان قد توفي منذ زمن، ولم يرد ذكره في نص نسخة الكتاب في الطبري 5/ 338 وابن الأثير 2/ 529 والأخبار الطوال ص 227.
[4] بالأصل «عقبة» خطأ.
[5] وكان مروان بن الحكم أميرا على المدينة قبل ولاية الوليد عليها، وكان ما بينهما متباعدا، حتى وصول كتاب يزيد.
[6] في الإمامة والسياسة: فإنهم إن بايعوا لم يختلف على يزيد أحد من أهل الإسلام.
[7] في الأخبار الطوال: قبل أن يعلن الخبر.
[8] في الطبري: أما ابن عمر فإني لا أراه يرى القتال، ولا يحب أن يولى على الناس، إلا أن يدفع إليه هذا الأمر عفوا.
وفي الأخبار الطوال: أما عبد الله بن عمرو عبد الرحمن بن أبي بكر (كذا) فلا تخافن ناحيتهما. فليسا بطالبين شيئا من هذا الأمر.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست