responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 341
أساسا لنفسك، والزم ما كان عليه السلف الصالح من أخيار المسلمين، ولا يكن الأمر إلا بشورى بينهم، فإن الإسلام يرد على موارده، فإن أبيت ذلك وقد مللت [1] هذا الأمر فاعتزل وهات ابنك حتى نبايعه، واعلم يا معاوية أن خلافة الله في أرضه وخلقه وخلافة رسول الله صلّى الله عليه وسلم في أمته عظيمة، وأن الله تبارك وتعالى عنهما مسائلك، والذي يحاجك في القيامة غدا رسوله صلّى الله عليه وسلم فانظر لنفسك يا معاوية قبل أن ينظر لها سواك. فقال معاوية: يا هذا [2] ! أمسك عليك لسانك واحذر أهل الشام، فإذا خلوت بي فقل ما أحببت فإني محتمل لك.
قال: فانصرف عبد الله بن الزبير إلى منزله، وأقام معاوية في مكة أياما، ثم أمر لقريش بجوائز ولم يأمر لبني هاشم بشيء، فكلمه ابن عباس في ذلك [3] وقال:
إنك قد أعطيت بطون قريش الأموال ولم تعط بني هاشم فلم ذلك يا معاوية؟ فقال معاوية: لأن صاحبكم الحسين بن علي أبي عليّ أن يبايع يزيد، فقال ابن عباس:
إنه قد أبى غير الحسين فأعطيته فقال معاوية: صدقت يا ابن العباس! ولستم عندي كغيركم، فقال ابن عباس: والله لئن لم تفعل وترض بني هاشم لألحقن بساحل من سواحل البحر ثم لأنطقن بما تعلم ولأتركن الناس عليك خوارج. قال: فتبسم معاوية وقال: بل يعطون ويكرمون ويزادون أبا محمد! قال: ثم أمر معاوية لبني هاشم بجوائز سنية، فكل قبل جائزته إلا الحسين بن عليّ، فإنه لم يقبل من ذلك شيئا.
حتى إذا أراد معاوية الخروج عن مكة أمر بالمسير، فقرب من الكعبة ثم أرسل إلى الحسين وابن عمر وابن أبي بكر وابن الزبير فأحضرهم إلى مجلسه، ثم أقبل عليهم فقال: إنكم قد علمتم نظري لكم وصلتي أرحامكم، ويزيد أخوكم وابن عمكم، وإنما أردت أن تقدموه باسم الخلافة وتكونوا بعد ذلك أنتم الذين تأمرون وتنهون [4] . فقال له ابن الزبير: يا معاوية! إنا نخيرك خصالا

[1] عن الإمامة والسياسة، وبالأصل: ملكت.
[2] الإمامة والسياسة: ما أراك إلا قاتلا نفسك، ولكأني بك قد تخبطت في الحبالة.
[3] في الكامل لابن الأثير 2/ 513 والإمامة والسياسة 1/ 190 أن هذا تم بعد ما بايعه أهل المدينة وانصرف عائدا إلى الشام. وأن ابن عباس قد لحقه إلى الروحاء.
[4] زيد في الكامل لابن الأثير: وتجبون المال وتقسمونه لا يعارضكم في شيء من ذلك ... فسكتوا.
فقال: ألا تجيبون؟ مرتين.
وكان هؤلاء النفر- وبعد الجوائز والتقديمات التي منحهم إياها معاوية- قد قالوا بعضهم لبعض: لا
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست