responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 305
ثم نزل زياد عن المنبر ودخل إلى منزله، واستقامت له البصرة. وكان يجيء منها ومن كورتها ستون ألف ألف درهم، ويعطي الذرّية ستة عشر ألف ألف، وينفق في البنيان وما يحتاج إليه من العمارة وغير ذلك ألفي ألف، ويدخر في بيت المال ألف ألف درهم، ويوجّه باقي ذلك إلى معاوية.
قال: ونظر معاوية إلى عدل زياد بالبصرة، فزاده الكوفة وضمّها إليه وجعلها زيادة في عمله [1] . قال: فكان زياد يقيم ستة أشهر بالبصرة وستة أشهر بالكوفة.
ذكر أخبار خراسان في أيام معاوية بن أبي سفيان
قال: ثم دعا معاوية برجل يقال له خالد بن المعمر السدوسي، فعقد له عقدا وعزم على أن يوجهه إلى بلاد خراسان. قال: وكان خالد بن المعمر هذا من خيار أصحاب علي بن أبي طالب ممن قاتل معه بصفين، فلما قتل عليّ وكان من أمر الحسن ما كان واستوسق الأمر لمعاوية قدم عليه خالد بن المعمر هذا والأعور بن عبد الله الشني، فاستأذنا [2] على معاوية، فأذن لهما، فلما دخلا وسلّما رد عليهما معاوية ردا ضعيفا، ثم أمرهما بالجلوس فجلسا، وجعل معاوية يذكر ما كان من قتالهما بصفين، فأمسكا عنه حتى فرغ من كلامه، ثم رفع خالد صوته وأنشأ يقول [3] :
معاوي لا تجهل علينا فإننا ... نذلك في اليوم العصيب معاويا
متى تدع منّا دعوة ربعيّة ... تجبك رجال يخضبون العواليا
أجابوا عليا إذ دعاهم لنصره ... بصفين إذ جرّوا عليك الدواهيا
فإن تصطنعنا يا ابن حرب لمثلها ... نكن خير من تدعو إذا كنت داعيا
ألم ترني أهديت بكر بن وائل ... إليك وكانوا بالعراق أفاعيا
إذا نهشت قال السليم لأهله ... ألا فابتغي لي لا أبا لك راقيا

[1] وكان ذلك سنة 49 هـ وقبل سنة 50 هـ وذلك بعد موت المغيرة بن شعبة. وكان زياد أول من جمع له الكوفة والبصرة. ثم جمعت لابنه عبيد الله، ولم تجتمع العراق قط لقرشي غيرهما.
وقد كتب بعد زياد إلى معاوية: إني قد أخذت العراق بيميني، وبقيت شمالي فارغة، وهو يعرض بالحجاز، فبلغ ذلك عبد الله بن عمر (رض) فقال: اللهم اكفنا شماله، فعرضت له قرحة في شماله فقتلته (وانظر مروج الذهب 3/ 32) .
[2] بالأصل، وفي الخبر كله، استعمل صيغة الجمع، قمنا بتصحيحه.
[3] مرت الأبيات، راجع حوادث وقعة صفين.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست