responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 289
منها على الهلاك، فيجب أن تكفّ عنا ونكف عنك إلى أن يأتيك علم ذلك.
قال: فأمسك قيس بن سعد عن القتال ينتظر الخبر، قال: وجعل أهل العراق يتوجهون إلى معاوية قبيلة بعد قبيلة، حتى خف عسكره.
فلما رأى ذلك كتب إلى الحسن بن علي يخبره بما هو فيه. فلما قرأ الحسن الكتاب أرسل إلى وجوه أصحابه فدعاهم، ثم قال: يا أهل العراق! ما أصنع بجماعتكم معي وهذا كتاب قيس بن سعد يخبرني بأن أهل الشرف منكم قد صاروا إلى معاوية، أما والله ما هذا بمنكر منكم لأنكم أنتم الذين أكرهتم أبي يوم صفين على الحكمين، فلما أمضى الحكومة وقبل منكم اختلفتم، ثم دعاكم إلى قتال معاوية ثانية فتوانيتم، ثم صار إلى ما صار إليه من كرامة الله إياه. ثم إنكم بايعتموني طائعين غير مكرهين، فأخذت بيعتكم وخرجت في وجهي هذا، والله يعلم ما نويت فيه، فكان منكم إلي ما كان، يا أهل العراق! فحسبي منكم لا تعزوني في ديني فإني مسلّم هذا الأمر إلى معاوية [1] .
قال: فقال له أخوه الحسين: يا أخي! أعيذك بالله من هذا! فقال الحسن:

[1] مر قريبا أن الحسن بن علي، وبعد الموقف الهجومي الذي اتخذه معاوية في الرد على كتاب للحسن يدعوه لبيعته، إذ فاجأه معاوية بتجهيز أكثر من ستين ألفا وبالمسير نحو العراق. فأسرع الحسن في استنفار قواته وعماله وتعبئة جيشه والتوجه إلى المدائن فمسكن، وقد ذكرنا- انظر ما لاحظناه قريبا- أنه حدثت تطورات وأوضاع هامة وخطيرة وهو في المدائن تركت الحسن في موقف بالغ الدقة والخطورة حيث غلبت عليه الحيرة في الموقف المفترض اتخاذه ثم طرأ أيضا ظروف أدق- حتمت عليه- اتخاذ الموقف الجريء الواضح والذي لم يرض أن يهرق في أمره محجمة دم، فكانت خطة حقن الدماء التي أقرها وقررها.
وأما الظروف المستجدة- إلى جانب التطورات التي ذكرناها سابقا- والتي أملت عليه اتخاذ هذا الموقف فهي:
1- خطة الحرب النفسية والدعائية التي شنها معاوية والتي قضى من ورائها تدمير مقاومة الجيش في مسكن.
2- نشر الشائعات في جيش الحسن، وكانوا من أغرار الناس والمتأرجحين بين الطاعة والعصيان والمتأهبين للفتنة والاضطرابات في كل حين.
3- تهديم معنويات جيش الحسن. ولعبة تفتيته على قاعدة العناصر والألوان التي كثرت فيه.
أمام هذا كله وقف الحسن غير عابئ بما يدور حوله، ووضع خطته فيما يريده الله وما يؤثره عن رسول الله (ص) وما يجب لصيانة المبدأ، وأما ما يقوله الناس فلم يكن ذلك مما يعنيه كثيرا (الطبري- اليعقوبي- ابن كثير) .
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست