responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 241
حتّام تذكرني في كل مجتمع ... عرضا وأنت إذا ما شئت تنتقل [1]
حتّام تشتمني حتّام تذكرني ... وقد ظلمت وتستعفى وتنتصل
ثم تعود وتنسى ما يوافقني ... والعذر يندم (و) النسيان والعجل
قال: وقدم عبد الله بن العباس من الحج، فأقبل إليه زياد بن أبيه فشكا إليه أبا الأسود الدؤلي وذكر أنه قد هجاه، فأرسل إليه ابن عباس فدعاه فقال: أما والله لو كنت من البهائم لكنت جملا، ولو كنت للجمل راعيا لما بلغت به المرعى ولا أحسنت القيام عليه في الماء، ما لك وللأحرار! تهجوهم وتقول فيهم القبيح وتذكر أعراضهم بما لا يجب، اخرج عني، فعل الله بك وفعل [2] ! قال: فخرج أبو الأسود من عند ابن عباس مغضبا، ثم كتب إلى علي بن أبي طالب [3] : أما بعد، فإن الله تبارك وتعالى قد جعلك يا أمير المؤمنين واليا مؤتمنا وراعيا مسؤولا [4] ، ولقد بلوناك فوجدناك عظيم الأمانة، ناصحا للرعية، توفر عليهم حقوقهم [5] وتزجر نفسك عن دنياهم، ولا تأكل أموالهم ولا ترتشي في أموالهم [6] ، وان ابن عمك هذا قد أكل مال الله بغير حق، فلم يسعني كتمانك ذلك، فانظر رحمك الله فيما ههنا واكتب إليّ برأيك فيما أحببت من ذلك- إن شاء الله-.
قال: فكتب إليه علي رضي الله عنه [7] : أما بعد، فمثلك نصح الإمام والأمة ودل على الحق، وقد كتبت إلى صاحبك فيما ذكرت من أمره ولم أعلمه بكتابك إليّ، فلا تدعن إعلامي بما يكون بحضرتك ما فيه النظر لأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم فإنه واجب عليك في دينك- والسلام عليك ورحمة الله وبركاته-.

[1] البيت في الأغاني:
حتام تسرقني في كل مجمعة ... عرضي، وأنت إذا ما شئت منتفل
[2] انظر رواية الطبري 6/ 81 وابن الأثير 2/ 432 باختلاف.
[3] كتاب أبي الأسود إلى علي (رض) في الطبري 6/ 81 وابن الأثير 2/ 433 العقد الفريد 4/ 354.
[4] الطبري وابن الأثير: راعيا مستوليا.
[5] الطبري: فيئهم، وتظلف نفسك.. وعند ابن الأثير: وتكف نفسك.
[6] الطبري وابن الأثير: أحكامهم.
[7] الطبري 6/ 82 ابن الأثير 2/ 433 والعقد الفريد 4/ 355.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست