responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 225
ألا أبلغ معاوية بن صخر ... فإني قد أغرت كما تغير
صبحنا منبجا بالخيل تردى ... شوازب في أياطلها ضمير
بكل سميدع ماض جسور ... على الأهوال في ضنك يسير
وكل مجرب بطل همام ... لدى الهيجاء مطلبه عسير
وفتيان يرون الصبر مجدا ... بأيديهم مهندة ذكور
قال: ثم كتب علي رضي الله عنه إلى معاوية [1] : أما بعد، يا معاوية! فإن الله عدل لا يجور. وعزيز لا يغلب، يجزي بالإحسان إحسانا، وهو بصير بما تعمل العباد، واعلم بأنك لم تخلق للدنيا والخلود فيها، بل أنت راجع إلى ربك فملاقيه، فاتق الله يا معاوية! وأنصف من نفسك ولا تطغينّك الأماني الباطلة والغرور، فإني مؤل [2] بالله أليّة صدق [3] لئن [4] جمعتني وإياك دارا لأزايلنك أبدا أو يفتح الله بيننا بالحق وهو خير الفاتحين، فأطلق من في يديك من إخواننا حتى نطلق من في أيدينا من أصحابك، فإني قد بعثت إليك في ذلك مولاي سعدا [5]- والسلام-. قال: فلما وصل كتاب علي إلى معاوية أطلق من كان في يديه من أصحاب عليّ، وأطلق عليّ أيضا من كان في يديه من أصحاب معاوية.
قال: وظن علي رضي الله عنه أن معاوية لا يغير عليه بعد ذلك، فلما كان بعد شهر أقل أو أكثر وجّه معاوية أيضا برجل من أصحاب الشام يقال له سفيان بن عوف الغامدي [6] في خيل عظيمة، وأمره بالمسير والغارة على أداني العراق والقتل من قدر

[1] الكتاب في نهج البلاغة باختلاف النص- كتاب رقم 55.
[2] نهج البلاغة: «أولي» أي أحلف بالله حلفة غير حانثة.
[3] نهج البلاغة: ألية غير فاجرة.
[4] العبارة في النهج: لئن جمعتني وإياك جوامع الأقدار لا أزال بباحتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.
[5] هو سعد بن الحارث الخزاعي له إدراك، كان على شرطة علي بالكوفة وكان مناديه في الناس وقد ولاه على أذربيجان ثم انضم إلى الحسن بن علي ثم تبع الحسين بن علي وقتل معه في كربلاء.
[6] عن فتوح البلدان ص 188 وبالأصل «العامري» تحريف. وانظر جمهرة أنساب العرب ص 473.
وانظر ترجمته في الإصابة. قال ابن حجر: صحب النبي (ص) وله بأس وسخاء. واستعمله معاوية على الصوائف وكان يعظمه. توفي سنة 2 أو 3 أو 54.
وانظر خبر غارته في الطبري 6/ 78 والغارات لابن هلال الثقفي ص 320 وشرح النهج لابن أبي الحديد م 1/ 335 وانظر الكامل للمبرد 1/ 29 فيه بعض الرواية وتاريخ اليعقوبي 2/ 196.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست