responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 3  صفحه : 177
قال: فقال رجل من أصحاب عليّ لله درّ هذا الرجل لو كانت له نية، ولكن أظن أنه إنما يقاتل هذا القتال رياء وسمعة، ولا أظنه يريد بفعاله هذا ما عند الله.
قال: فبلغ كلامه الأشتر، فغضب من ذلك ثم أنشأ يقول:
أيها الجاهل المسيء بي الظن ... ليس مثلي يجوز فيه الظنون
لست ممن باع الهدى بهواه ... إنّ من باع دينه مغبون
إنما يطلب المتاع من النا ... س سفيه في رأيه مفتون
حسبي الله في الحوادث والرم ... ح وسيف مهنّد مسنون
ودلاص مثل الإضاء وطرف ... أعوجي كأنه مجنون
وهواي الذي يقرّبه العي ... ن وبالحق قد تقرّ العيون
إن مثلي من الرجال قليل ... حين يبدو من النساء البرين
هكذا كنت يا فوارس لخم ... وكذا في الذي يكون أكون
قال: فندم اللخمي على ما قال في الأشتر، ثم أنشأ يقول:
أصابت ظنوني في رجال كثيرة ... واخطأت في ظني بأشتر مالك
وما كان فيما قلت إثم وإنما ... ترضّيته أن لا أعود لذلك
ظننت به ظني بعمرو فإنه ... وصاحبه راما عظيم المهالك
قال: وزالت الشمس وذهب وقت الصلاة والحرب قائمة على ساق، قال:
وصاح عليّ رضي الله عنه بالمهاجرين والأنصار فقال: إن الفرار عن الحرب في مثل هذا اليوم ارداد عن الحق ورغبة عن دين الإسلام، أما سمعتم الله تبارك وتعالى يقول: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ 47: 31 [1] فما انتظاركم إن كنتم تريدون الجنة؟ قال: فكان أول من تقدم أبو الهيثم بن التيهان [2] وجعل يرتجز ويقول:
أحمد ربي وهو الحميد ... ذاك الذي يفعل ما يريد
ذاك الذي عذابه شديد ... من ينج منه فهو السعيد
هذا عليّ ما له نديد ... دين قويم وهو الرشيد

[1] سورة محمد الآية 31.
[2] عن الطبري والإصابة، وفي الأصل: «النبهان» تحريف. واسمه مالك بن التيهان.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 3  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست