responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 3  صفحه : 153
قال: فلما انتهى كتاب معاوية إلى ابن عباس تبسم ضاحكا ثم قال: إلى كم يخطب إليّ معاوية عقلي وحتى [متى] أحجم [1] ما في نفسي، ثم كتب إليه [2] :
بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فقد أتاني كتابك وفهمت ما سطرت فيه، فأما ما أنكرت من سرعتنا إلى أنصار عثمان بالمساءة وسلطان بني أمية فلعمري لقد أدركت حاجتك في عثمان حين استنصرك فلم تنصره حتى صرت إلى ما صرت إليه، وبينك وبينه في ذلك أخو عثمان لأمه الوليد بن عقبة، وأما إغراؤك إيانا بتيم وعدي فأبو بكر وعمر خير من عثمان كما أن عثمان كان خيرا منك، وأما قولك إنه لم يبق من رجال قريش إلا ستة رجال فما أكثر رجالها وأحسن بقيتها وقد قاتلك من خيارها من قاتلك، ولم يخذلنا إلا من خذلك، وأما ذكرك الحرب فقد بقي لك منا ما ينسيك ما كان قبله وتخاف ما يكون بعده، وأما قولك إني لو بايعني [3] الناس لأسرعت إلى طاعتي فقد بايع [4] الناس عليا وهو أخو رسول الله صلّى الله عليه وسلم وابن عمه ووصيه ووزيره وهو خير مني فلم تستقم له، وإنما الخلافة لمن كانت له الشورى، وأما أنت فليس لك فيها حق لأنك طليق وابن طليق ورأس الأحزاب وابن آكلة الأكباد- والسلام-.
فلما انتهى كتاب ابن عباس إلى معاوية وقرأه قال: هذا فعلي بنفسي، والله لأجهدن أن لا أكاتبه سنة، قال: ثم أنشأ يقول [5] :
دعوت ابن عباس إلى أخذ خطّة ... وكان امرءا أهدي إليه رسائلي
فأخلف ظني والحوادث جمة ... ولم يك فيما [6] نابني بمواصلي
ولم يك فيما جاء ما يستحقّه ... وما زاد أن أغلي عليه مراجلي
فقل لابن عباس أراك مخوّفا ... بجهلك حلمي أنني غير غافل
فأبرق وأرعد ما استطعت فإنني ... إليك بما يشجيك سبط الأنامل
وصفّين داري ما حييت وليس ما ... تربص من ذاك الوعيد بقاتلي
قال: فأجابه الفضل بن العباس وهو يقول:

[1] الإمامة والسياسة: أجمجم.
[2] نسخته في الإمامة والسياسة 1/ 134 ووقعة صفين ص 415.
[3] عن الإمامة والسياسة، وبالأصل: بايعوني.
[4] بالأصل: بايعوا.
[5] الأبيات في كتاب وقعة صفين ص 416:
[6] وقعة صفين: فيما قال مني بواصل.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 3  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست