responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 513
ورسوله حسنا جميلا، فقال معاوية: صدقت يا أبا عبد الله! هو كذلك، ولكنا نقاتله على ما في أيدينا ونلزمه دم عثمان بن عفان، فضحك عمرو من ذلك ثم قال:
وا عجباه لهذا الكلام الذي أسمعه منك يا معاوية! إنه قد يجب عليّ وعليك أن لا نذكر شيئا من أمر عثمان، أما أنت فخذلته حين استغاث بك وهو محصور بالمدينة فلم تنصره، وأما أنا فإني تركته عيانا وذهبت إلى فلسطين، فقال معاوية: إني لو أردت أن أخدعك لخدعتك، فقال عمرو: ليس مثلي يخدع، فقال معاوية:
فقال: أبا عبد الله! خدعتك أم لا؟ هل في البيت غيري وغيرك؟ كيف تدفع إليّ أذنك وما معنا ثالث إلا الله تعالى؟ ولكن دع عنك هذا وهات فبايعني! فقال عمرو:
لا والله! ما أعطيك من ديني شيئا أو آخذ منك مثله، فهات ما الذي تعطيني، فقال معاوية: أعطيك رضاك، قال عمرو: رضاي أرض مصر، قال معاوية: إن مصرك كالعراق، قال عمرو: صدقت، إنها لكذلك، ولكنها تكون لي إذا كانت العراق لك، قال: فثقل ذلك على معاوية وأبى أن يعطيه أرض مصر، وخرج عمرو فصار إلى رحله، وبعث معاوية عليه عينا ليسمع ما يقول. فلما جنّ عليه الليل رفع صوته وأنشأ يقول شعرا [1] .
قال: فلما أصبح معاوية أقبل إليه أخوه عتبة فقال: أخبرني عنك، ألا [2] ترضى أن يأخذ عمرو بن العاص مصر وقد عزم أن يبيعك خيط رقبته؟ أعطه ما سألك! فإنك في وقتك هذا لا مصر في يدك ولا غيرها، ثم أنشأ في ذلك يقول شعرا [3] .

[1] الأبيات في تاريخ اليعقوبي 2/ 186 وقعة صفين ص 39 مروج الذهب 2/ 391 ومطلعها:
معاوي لا أعطيك ديني، ولم أنل ... به منك دنيا، فانظرن كيف تصنع
فإن تعطني مصرا فاربح بصفقة ... أخذت بها شيخا يضر وينفع
في أبيات أخرى.
[2] الأخبار الطوال ص 158 وقعة صفين 39: أما ترضى أن تشتري عمرا بمصر إن صفت لك فليتك لا تغلب على الشام.
[3] الأبيات في الأخبار الطوال ص 159 ووقعة صفين ص 39- 40 مطلعها:
أيها المانع سيفا لا يهز ... إنما ملت على خز وقز
إنما أنت خروف ناعم ... بين ضرعين وصوف لم يجز
في أبيات أخرى.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 513
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست