responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 491
أشراف الناس، قال: واستقبله أهل الكوفة يهنئونه ويدعون له بالبركة، ثم قال له أصحابه: يا أمير المؤمنين! أتنزل القصر؟ قال: لا، ذاك قصر خيال، ولكن أنزل الرحبة، ثم أقبل فنزلها، وحطت الأثقال، ودخل علي رضي الله عنه إلى المسجد الأعظم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال [1] : الحمد لله الذي نصر وليه وخذل عدوه، وأعز الصادق المحق وأذل الناكث المبطل، ألا! وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل [2] ، فأما اتباع الهوى فيصدّ عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة، ألا! وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة [3] والآخرة عن قريب مقبلة، ولكل واحدة منها [4] بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، واليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل، فإياكم يا أهل الكوفة وطاعة الله، وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيكم، الذين هم أولى بطاعتكم من المستحلين المدعين من الحق ما ليس لهم، فقد ذاقوا وبال ما اجترموا، فسوف يلقون غيّا، ألا! وإنه قد قعد عن نصرتي رجال منكم وأنا عليكم عاتب، فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبوا ونرى منهم ما نرضى. [5] قال: فقام إليه مالك بن حبيب اليربوعي وقال [6] : والله يا أمير المؤمنين! إني لأرى الهجران لهم والإسماع لهم ما يكرهون قليلا بقعودهم عن نصرتك، وو الله لئن أمرتنا لنقتلنهم! فقال علي رضي الله عنه: سبحان الله يا مالك! لقد جزت المدى وتعدّيت الحدّ وأغرقت في النزع، وليس هكذا قال الله تعالى، إنما قال: النَّفْسَ بِالنَّفْسِ 5: 45 [7] وقال تعالى: وَمن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ في الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً 17: 33 [8]

[1] نهج البلاغة خطبة رقم 42 باختلاف يسير.
[2] طول الأمل: هو استفساح الأجل والتسويف بالعمل طلبا للراحة العاجلة وتسلية للنفس بإمكان التدارك في الأوقات المقبلة (عن محمد عبده) .
[3] في نهج البلاغة: ألا وأن الدنيا قد ولت حذاء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء اصطبها صابها.
[4] في النهج: منهما.
[5] وقعة صفين لابن مزاحم ص 4.
[6] المائدة الآية 45.
[7] سورة الإسراء الآية 33.
[8] وقعة صفين لابن مزاحم ص 4- 5 باختلاف يسير.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست