responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 446
أتاني من الأنباء أمر مجمجم ... أجود بأنفاس الرجال فضيعوا
إلى آخرها.
قال: ثم أقبل معاوية على هذا الرجل القادم عليه فقال: أيها الرجل! إن كان عندك مهزّ فهزّني، فقال: نعم، فاسمع ما أشير به عليك، إن عليا قد بايعه أهل الحجاز وأهل اليمن وأهل مصر وأهل الكوفة ولا أظن أهل البصرة بايعوه، وأنك لتقوى على عليّ إن أردت مخالفته بدون ما تقدره نفسك، لأن الذين معك من أهل الشام لا يقولون إذا قلت، ولا يسألون إذا سألت [1] ، والذين مع عليّ يقولون إذا قال: ويسألون إذا أمر، فقليل من معك خير من كثير من معه، واعلم يا معاوية! إن غلبه العراق والحجاز حتى تأخذ الشام دون العراق، فقال معاوية: والله! لقد صدقت في جميع ما قلت، ولقد ندمت عن قعودي عن عثمان، وقد استغاث بي فلم أجبه وأنا القائل في ذلك أبياتا مطلعها:
أتاني أمر فيه للنفس غمة ... وفيه بكاء للعيون طويل [2]
إلى آخرها.
قال: فشاعت هذه القصيدة بالمدينة وبلغ ذلك المغيرة بن شعبة [3] فجاء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين! إن لك عندي نصيحة فاقبلها، فقال علي: وما تلك يا مغيرة؟ قال: لست اني أخاف عليك أحدا يخالفك ويشعث عليك إلا معاوية بن أبي سفيان، لأنه ابن عم عثمان والشام في يده، فابعث إليه بعهده وألزمه طاعتك، وابعث إلى عبد الله بن عامر بن كريز بعهده على البصرة، فإنه يسكن عنك الأعداء ويهدي عليك البلاد، فقال علي:
ويحك يا مغيرة! والله ما منعني من ذلك إلا قول الله تعالى لنبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم: وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً 18: 51 [4] والله! لا يراني الله تعالى وأنا أستعمل معاوية

[1] وقعة صفين: أمرت. وفي الأخبار الطوال: لا يقولون إذا سكت ويسكتون إذا نطقت ولا يسألون إذا أمرت.
[2] من أبيات ذكرها نصر بن مزاحم في وقعة صفين ص 79 والأخبار الطوال ص 155- 156.
[3] خبر المغيرة بن شعبة ونصيحته لعلي (رض) في الطبري 5/ 159 ومروج الذهب 2/ 391 البداية والنهاية 7/ 255 ابن الأثير 2/ 306.
[4] سورة الكهف الآية 51.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 446
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست