responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 432
هؤلاء! إنكم قد قتلتم الرجل فدعونا نحمله فنصلي عليه! فقالت الأنصار ومن هنالك: كلا والله لا ندعكم تصلون عليه حتى يبايع الناس رجلا نرتضيه، فقال أبو جهم بن حذيفة: إنكم لم تدعونا نصلي عليه فإن الله وملائكته قد صلوا عليه، فقال له الحجاج بن [عمرو بن] غزية الأنصاري: إن كنت كاذبا أدخلك الله مدخله! فقال أبو جهم: نعم وحشرني الله معه! قال: فقال له رجل من البصريين: لا عليك! فإن الله عزّ وجلّ حاشرك معه ومع الشيطان الرجيم، والله إن تركنا إياك من غير أن نلحقك به لعجز، قال: فقال له أصحابه: ويحك أبا جهم! أما لك في نفسك حاجة؟ دع القوم وامض لشأنك! فانصرف أبو جهم وهو يقول: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156، فتلقاه حسان بن ثابت وقال: ما وراءك يا أبا جهم؟ فقال: ورائي والله أن عثمان بن عفان في داره مقتول وقد منعنا أن نصلي عليه! فقال له حسان بن ثابت:
عن قريب ترى غب هذا أبا جهم! فانصرف إلى منزلك ولا تعرض نفسك لهؤلاء الغاغة، فإنه من يقدر على عثمان فيقتله يهون عليه قتل غيره من الناس.
قال: فانصرف أبو جهم إلى منزله، وأنشأ حسان بن ثابت قصيدة [1] :
من سرّه الموت صرفا لا مزاج له ... فليأت مأدبة [2] في دار عثمانا
مستشعري حلق الماذيّ قد سفعت [3] ... قبل المخاطم بيض زان أبدانا
رضيت حقا [4] بأهل الشام نافرة ... وبالأمير وبالإخوان إخوانا
إني لمنهم وإن غابوا وإن شهدوا ... ما دمت حيا وما سميت حسانا
يا ليت شعري وليت الطير تخبرني ... ما كان شأن عليّ وابن عفانا
لتسمعنّ وشيكا في دياركم [5] ... خيلا تكدس تحت النخع فرسانا

[1] الأبيات في ديوانه المطبوع ص 409 والطبري 5/ 151 وابن الأثير 2/ 301 والعقد الفريد 4/ 297- 298 والبيتان الأخيران في مروج الذهب 2/ 383 والبداية والنهاية 7/ 219 والاستيعاب لابن عبد البر.
[2] الطبري وابن الأثير والديوان والعقد والبداية والنهاية: مأسدة.
[3] الطبري ابن الأثير: شفعت. والبداية والنهاية: فوق بدل قبل.
[4] الطبري وابن الأثير: فقد رضينا.
[5] في المصادر السابقة: ديارهم وبعده في ابن الأثير والعقد:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست