responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 423
شاهد رماك الناس بقتله، وإن قتل وأنت غائب لم يعذل بك أحد من الناس بعده، فقال له علي: ويحك! والله إنك لتعلم أني ما كنت في هذا الأمر إلا كالآخذ بذنب الأسد، وما كان لي فيه من أمر ولا نهي.
قال: ثم دعا علي بابنه الحسن، فقال: انطلق يا ابني إلى عثمان فقل له:
يقول لك أبي: أفتحب أن أنصرك! فأقبل الحسن إلى عثمان برسالة أبيه، فقال عثمان: لا ما أريد ذلك، لأني قد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في منامي فقال: يا عثمان! إن قاتلتهم نصرت عليهم، وإن لم تقاتلهم فإنك مفطر عندي [1] ، وإني قد أحببت الإفطار عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسكت الحسن وانصرف إلى أبيه فأخبره بذلك.
ذكر ما كان منهم من حرق الباب والاقتحام على الدار
قالوا: قد كان طلحة بن عبيد الله قد استولى على حصار عثمان مع نفر من بني تيم [2] ، وبلغ ذلك عثمان فأرسل إلى علي بهذا البيت:
فإن كنت مأكولا فكن أنت آكلي ... وإلا فأدركني ولمّا أمزّق [3]
أترضى أن يقتل ابن عمك وابن عمتك ويسلب نعمتك وأمرك؟ فقال علي رضي الله عنه: صدق والله عثمان! لا والله لا نترك ابن الحضرمية يأكلها. ثم خرج علي إلى الناس، فصلى بهم الظهر والعصر، وتفرق الناس عن طلحة ومالوا إلى علي، فلما رأى طلحة ذلك أقبل حتى دخل على عثمان فاعتذر إليه

[1] طبقات ابن سعد 3/ 75 وابن كثير 7/ 204.
[2] قال في الإمامة والسياسة 1/ 52 (من تحقيقنا) : ورجا الزبير وطلحة- بعد خروج علي من المدينة- أن يميلا إليهما قلوب الناس، ويغلبا عليهم، واغتنما غيبة علي، فكتب عثمان إلى علي إذ اشتد الطعن عليه. أما بعد فقد بلغ السيل الزبى، وجاوز الحزام الطبيين. وارتفع أمر الناس في شأني فوق قدره! وزعموا أنهم لا يرضون دون دمي، وطمع في من لا يدفع عن نفسه.
وإنك لم يفخر عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب
وقد كان يقال: أكل السبع خير من افتراس الثعلب.
وانظر العقد الفريد 4/ 310 والكامل للمبرد 1/ 26.
[3] البيت للمزق العبدي: الأصمعيات ص 166 الكامل للمبرد 1/ 26 الإمامة والسياسة 1/ 53.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست