responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 421
خروج عائشة إلى الحج لما حوصر عثمان وأشرف على القتل ومقالها فيه
قال: وعزمت عائشة على الحج، وكان بينها وبين عثمان قبل ذلك كلام، وذلك أنه أخّر عنها بعض أرزاقها إلى وقت من الأوقات فغضبت، ثم قالت: يا عثمان! أكلت أمانتك وضيقت رعيتك وسلطت عليهم الأشرار من أهل بيتك، لا سقاك الله الماء من فوقك وحرمك البركة من تحتك! أما والله لولا الصلوات الخمس لمشى إليك قوم ذو ثياب وبصائر يذبحوك كما يذبح الجمل، فقال لها عثمان:
ضَرَبَ الله مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ من عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما من الله شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ 66: 10 [1] .
قال: وكانت عائشة تحرض على قتل عثمان جهدها وطاقتها وتقول: أيها الناس! هذا قميص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يبل وبليت سنته، اقتلوا نعثلا [2] ، قتل الله نعثلا.
قال: فلما نظرت عائشة إلى ما قد نزل بعثمان من إحصار القوم له قربت راحلتها وعزمت على الحج، فقال لها مروان بن الحكم: يا أم المؤمنين! لو أنك أقمت [3] لكان أعظم لأجرك، فإن هذا الرجل قد حوصر فعسى الله تبارك وتعالى أن يدفع بك عن ذمه! فقالت: الآن تقول هذا وقد أوجبت الحج على نفسي، لا والله لا أقمت، وجعل مروان [4] يتمثل بهذا البيت:
ضرم قيس على البلاد دما ... إذا اضطرمت يوم به أحجما [5]

[1] سورة التحريم الآية 10.
[2] نعثل: رجل من أهل مصر كان طويل اللحية، قيل إنه كان يشبه عثمان رضي الله عنه. وكان عثمان إذا نيل منه وعيب شبه بهذا الرجل المصري. (اللسان) .
[3] في تاريخ اليعقوبي 2/ 175 لو قمت فأصلحت بين هذا الرجل وبين الناس.
[4] عند اليعقوبي: قال: فيدفع إليك بكل درهم أنفقته درهمين. قالت لعلك ترى إني في شك من صاحبك؟ أما والله لوددت أنه مقطع في غرارة من غرائري، وإني أطيق حمله فأطرحه في البحر.
[5] البيت للربيع بن زياد العبسي وهو في شرح الحماسة والعقد الفريد 4/ 299 وفيه:
وحرق قيس على البلا ... د حتى اضطرمت أجذما
والبيت على ما في الأصل ساقط الوزن.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست