responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 416
فقد علمتم أن شعيبا عليه السلام لما نسبه قومه إلى الشقاق قال الله تعالى: لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ 11: 89 [1] واعلموا أيها الناس! أني قد أنصفتكم وأعطيتكم من نفسي الرضا على أن أعمل فيكم بالكتاب والسنة وأسير فيكم بالسيرة وأعزل عن أمصاركم من كرهتم وأولي عليكم من أحببتم، وأنا أضمن لكم من نفسي أن أعمل فيكم بما كانا يعملان الخليفتان من قبلي جهدي وطاقتي فقد علمتم أن من تولى أمر الرعية يصيب ويخطئ، وكتابي هذا معذرة إلى الله وإليكم ويتصل إليكم مما كرهتم وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ 12: 53 [2] فاكتفوا مني بهذا العهد إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا 17: 34 [3] وإني أتوب إلى الله من كل شيء كرهتموه وأستغفره من ذلك فإنه لا يغفر الذنوب إلا الله، وقد تبت إلى الله من كل ما كرهتموه فإن رحمته وسعت كل شيء- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [4]-.
قال: فلما جاءهم كتاب عثمان وقرأوه لم يقبلوا شيئا مما وعظهم به ثم نادوا من كل ناحية وأحاطوا بداره وخاصموه وعزموا على قتله وخلعه.
ذكر استنصار عثمان بعماله لما أيس من رعيته
قال: وخشي أن يعاجله القوم فيقتل، فكتب إلى عبد الله بن عامر بن كريز وهو الأمير بالبصرة وإلى معاوية بن أبي سفيان، وهو أمير الشام بأجمعها فكتب إليهم عثمان نسخة واحدة [5] : بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد! فإن أهل البغي والسفه والجهل والعدوان من أهل الكوفة وأهل مصر وأهل المدينة قد أحاطوا بداري ولم يرضهم شيء دون قتلي أو خلعي سربالا سربلنيه ربي، ألا! وإني ملاق ربي فأعنّي برجال ذوي نجدة ورأي، فلعلّ ربي يدفع بهم عنّي بغي هؤلاء الظالمين الباغين عليّ- والسلام-.

[1] سورة هود الآية 89.
[2] سورة يوسف الآية 53.
[3] سورة الإسراء الآية 34.
[4] نسخة الرسالة في الطبري 5/ 140- 141.
[5] نسخة أخرى للكتاب في الطبري 5/ 115 والإمامة والسياسة 1/ 36 وفيه أن عثمان كتب إلى المسلمين الذين حضروا الموسم وبعثه مع نافع بن طريف يستغيثهم وأهل مكة. نسخته فيه ج 1/ 36.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست