responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 388
بهم من الحبس، فقال معاوية: كيف ترون عفوي عنكم يا أهل العراق بعد جهلكم واستحقاقكم الحبس؟ رحم الله أبا سفيان لقد كان حليما [1] ، ولو ولد الناس [2] كلهم لكانوا حلماء! فقال صعصعة بن صوحان: والله يا معاوية! لقد ولدهم من هو خير من أبي سفيان، فسفهاؤهم وجهالهم أكثر من حلمائهم، فقال معاوية: قاتلك الله يا صعصعة! قد أعطيت لسانا حديدا، اخرجوا واتقوا الله وأحسنوا الثناء على أئمتكم فإنهم جنة لكم، فقال صعصعة: يا معاوية! إننا لا نرى لمخلوق طاعة في معصية الخالق، فقال معاوية: اخرج عني، أخرجك الله إلى النار! فلعمري أنك حدث [3] . فخرج القوم من عند معاوية وصاروا إلى منازلهم، فلم يزالوا مقيمين بالشام، وقد وكل بهم قوم يحفظونهم أن لا يبرحوا [4] .
قال: وحج عثمان في تلك السنة، فلما قدم من حجه إلى المدينة قدم عليه قوم من الكوفة فعاتبوه على تسييره الأشتر وأصحابه إلى الشام، ثم شكوا عاملهم سعيد بن العاص، وجاء أقوام آخرون من البصرة فشكوا عاملهم عبد الله بن عامر بن كريز، وكثرت الشكايات إلى عثمان من عماله من جميع البلاد [5] .
ذكر قدوم عمال عثمان عليه لما كثرت شكاية الناس منهم
قال: فأرسل عثمان إلى جميع عماله [6] فأشخصهم إليه من جميع البلاد، ثم

[1] الطبري 5/ 89 كان أكرمها وابن أكرمها إلا ما جعل الله لنبيه نبي الرحمة (ص) .
[2] الطبري: لم يلد إلا حازما.
[3] انظر مقابلة معاوية وصعصعة بن صوحان في الطبري 5/ 89 ابن الأثير 2/ 270.
[4] في الطبري 5/ 89- 90 أن معاوية كتب إلى عثمان بشأنهم فرد عليه أن يسيرهم إلى الكوفة، فلما وصلوا كتب سعيد بن العاص إلى عثمان مجددا بشأنهم فبعث إليه عثمان أن سيرهم إلى حمص إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فسيرهم سعيد إلى حمص.
[5] تكاتب المنحرفون عن طاعة عثمان وكان جمهورهم من أهل الكوفة (والمنفيون) وثاروا على سعيد بن العاص. (البداية والنهاية 7/ 186) واجتمع ناس من المسلمين فتذاكروا أعمال عثمان وما صنع فاجتمع رأيهم وبعثوا إليه رجلا يكلمه ويخبره بأحداثه، وفيما اعتمد من عزل كثير من الصحابة وتولية جماعة من بني أمية من أقربائه وطلبوا منه أن يعزل عماله ويستبدل بهم غيرهم من السابقين ومن الصحابة. (الطبري 5/ 94 وابن الأثير 2/ 274 والبداية والنهاية 7/ 187) .
[6] معاوية بن أبي سفيان (الشام) ، عبد الله بن سعد بن أبي سرح (مصر) سعيد بن العاص (الكوفة) عمرو بن العاص (فلسطين) عبد الله بن عامر بن كريز (البصرة) . وكان ذلك سنة 34 هـ.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست