responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 270
ولبدة [1] وسبرة [2] . قال: ومنهم من صار إلى برقة [3] ، ومنهم من صار إلى طرابلس المغرب، ومنهم من بلغ إلى طنجة وأفراهنجة وإلى السوس الأدنى وإلى السوس الأقصى. قال فغلبت البربر على هذه المدائن فأجلوا الروم عنها ونزلوا فيها. قال: وصار أهل إفريقية وبرقة وجميع البلاد يتقون من ناحية البربر ويخافونهم خوفا شديدا.
قال: فصار إليهم عمرو بن العاص في جيشه ذلك حتى نزل بأول مدينة من مدنهم، قال: وخرجت البربر إلى المسلمين فقاتلوهم، وأظهر الله تبارك وتعالى عليهم المسلمين فقتلوا منهم في يوم واحد نيفا على سبعمائة رجل.
فلما رأت البربر ذلك كرهوا حرب المسلمين فخضعوا وذلوا وأذعنوا وطلبوا الصلح. قال: فصالحهم عمرو بن العاص على ثلاثمائة رأس من السبي ومثلها من الخيل والبغال والحمير ومثلها من البقر والغنم، فأخذ ذلك كله منهم.
ثم سار منها إلى مراقية ولبدة وسبرة وزويلة، فصالح أهل كل مدينة من هذه المدن على ما صالح عليه أهل المدينة الأولى.
ثم سار إلى برقة فلم يترك بساحتها حصناً حتى خرجوا إليه فحاربوه ساعة من النهار ثم إنهم انهزموا من بين أيدي المسلمين فزعين مرعوبين حتى دخلوا مدينتهم برقة وقد قتل منهم من قتل، ثم سألوا الصلح بعد ذلك، فأجابهم إليه عمرو بن العاص، فصالحهم على خمسمائة من السبي، ثلاثمائة غلام ومائتي جارية ومثل ذلك من الماشية [4] ، فجمع ذلك كله ثم كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما فتح الله عزّ وجلّ على يده من البلاد وأنه مقيم على باب برقة [5] إلى أن يرد عليه

[1] لبدة: مدينة بين برقة وإفريقية. (معجم البلدان) .
[2] سبرة: مدينة بإفريقيا، كانت سوق أطرابلس. (معجم البلدان) .
[3] برقة: صقع كبير بين الإسكندرية وإفريقيا يشتمل على مدن وقرى، واسم مدينتها انطابلس.
[4] في فتوح البلدان ص 225 صالح أهلها على الجزية وهي ثلاثة عشرة ألف دينار يبيعون فيها من أبنائهم من أحبوا بيعه. (اليعقوبي 2/ 2156 معجم البلدان) وكان ذلك في سنة 22.
[5] في فتوح البلدان ص 217 أن عمرو بن العاص وصل إلى أطرابلس فكتب إلى عمر بن الخطاب: «إنا قد بلغنا أطرابلس وبينها وبين إفريقيا تسعة أيام، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لنا في غزوها فعل.
فكتب إليه عمر ينهاه ويقول: ما هي بإفريقيا ولكنها مفرقة غادرة مغدور بها، وذلك أن أهلها كانوا يؤدون إلى ملك الروم شيئا فكانوا يغدرون به كثيرا» . وفي تاريخ اليعقوبي 2/ 156: ولا يغزوها أحد ما بقيت.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست