responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرب في صقليه نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 99
ومع امتياز طبقة ابن يونس، وعبد الحق والسمنطاري في الشهرة التي كسبوها خارج حدود صقلية، لا نجد لهم تميزاً بدراسة معينة فكلهم يحومون حول المدونة في الفقه وحول الموطأ في الحديث. فتناول ابن يونس الفرضي المدونة وأضاف إليها غيرها من الأمهات وجعل منذ ذلك كتاباً كان عليه اعتماد طلبة العلوم للمذكراة حتى لقد انتقل الكتاب إلى المغرب وانتسخ في سبتة [1] وهذا أول مثل على كتاب تصدره صقلية إلى الخارج. وبعد ان تفقه عبد الحق بالشيوخ القرويين، وحج أول مرة، والتقى بالقاضي عبد الوهاب المالكي وأبي ذر الهروي؟ بعد ذلك عاد إلى صقلية يتناول المدونة يدرسها ويؤلف الكتب حولها فألف كتاب " النكت والفروق لمسائل المدونة "؟ وهو من أول ما ألف؟ واشتهر الكتاب وأقبل عليه الطلبة [2] ثم ندم على تأليفه هذا وتغيرت نظرته إليه، فتولاه بالتغيير ورجع عن كثير من اختياراته وتعليلاته، وكان يقول لو قدرت على جمعه وإخفائه لفعلت [3] . وألف كتاب تهذيب الطالب واستدرك على تهذيب البرادعي للمدونة، وكتب جزءاً في بسط ألفاظ المدونة. وبسببه أقبل الناس على كتاب " التقريب " وهو اختصار للمدونة.
ومع ذلك فان عبد الحق اكبر فقيه صقلي أحرز شهرة في وطنه وفي خارجه حتى انه لما حج حجته الثانية سنة 540 هـ ولقي بمكة الجويني أعجب به إمام الحرمين وكان يجله ويعترف بفضله - كما اعجب به عبد الحق؟ وكان جويني يخاطبه ف يكتبه إليه بالشيخ الأوحد والشيخ الجليل إذ تبودلت الرسائل بينهما وهما في مكة، ومن العجيب ان يتبادلا هذه الرسائل وهما في بلد واحد، ولكن يظهر ان عبد الحق أراد أن يثبت أجوبة الجويني في كتاب ينشره على الناس، وتدور الأسئلة التي تقدم بها عبد الحق على عدة موضوعات فقهية وكلامية فقد سأله مثلاً عن اعتقاد بعض العوام أن الله سبحانه كالأجسام

[1] ابن فرحون: الديباج الذهبي: 274.
[2] المصدر السابق: 174.
[3] المصدر السابق.
نام کتاب : العرب في صقليه نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست