و هي شرقي حمام نور الدين الشهيد بسوق البزورية و تجاه دار الذهب، كانت هذه الدار حماما يعرف بحمام سويد فهدمه نائب السلطنة تنكز الملكي الناصري و جعله دار قرآن و حديث، و جاءت في غاية الحسن، و رتب فيها الطلبة و المشايخ قاله ابن كثير في سنة ثمان و عشرين و سبعمائة و قال: و فيها و في شهر ربيع الأول توجه نائب السلطنة تنكز الملكي الناصري إلى الديار المصرية لزيارة السلطان فأكرمه و احترمه، و اشترى في هذه السفرة دار الفلوس التي بالقرب من البزوريين و الجوزية و هي شرقيهما و قد كان سوق البزوريين اليوم يسمى سوق القمح، فاشترى هذه الدار و عمرها دارا هائلة ليس بدمشق دار أحسن منها و سماها دار الذهب، و اجتاز في رجوعه من مصر بالقدس الشريف و زاره، و أمر ببناء دار حديث أيضا فيها خانقاه. ثم قال فيها و في سادس عشرين في ذي القعدة نقل تنكز حواصله و أمواله من دار الذهب داخل باب الفراديس إلى الدار التي أنشأها و كانت تعرف بدار الفلوس فسميت دار الذهب انتهى.
و قال الصلاح الصفدي: تنكز الأمير الكبير المهيب سيف الدين أبو سعيد نائب السلطنة بالشام، جلب إلى مصر و هو حدث فنشأ بها، و كان أبيض اللون إلى السمرة، رشيق القد، مليح الشعر، خفيف اللحية، قليل الشيب،