سليم الباطن، و كان الشيخ تقي الدين الحصني [1] يقصد ان يصلي خلفه الجمعة، توفي (; تعالى) يوم الثلاثاء رابع عشرة و صلي عليه بالمصلى و دفن بالباب الصغير عن نحو ستين سنة انتهى.
و قوله و يأخذ الأجرة على ذلك إلى آخره، قال الصفدي في تاريخه في ترجمة محمد بن موهوب بن الحسن الفرضي الضرير: إنه كان أوحد أهل وقته في علم الفرائض و الحساب و له مصنفات حسنة في ذلك قرأ عليه جماعة و تخرجوا به، إلى أن قال: و كان لا يأخذ أجرة على تعليمه الفرائض و الحساب و لكن يأخذ الأجرة على الجبر و المقابلة، و يقول: الفرائض مهمة و هذا من الفضل انتهى. و لم يذكر له وقت وفاة و لا ميلاد.
17- دار الحديث الفاضلية
بالكلاسة كذا رأيته بخط الشيخ تقي الدين الأسدي، و رأيت في كتاب ابن شداد [2] قال زكرياء: في الجامع من حلق الحديث ميعاد بالكلاسة للقاضي الفاضل انتهى. و قال أبو شامة في كلامه على وفاة صلاح الدين [3]: إن تربته جوار المكان الذي زاده الفاضل في المسجد انتهى. قلت و الفاضل هو عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحسين بن احمد ابن الفرج بن احمد القاضي محيي الدين [4] و قيل مجير الدين أبو علي ابن القاضي الأشرف ابي الحسن اللخمي البيساني العسقلاني المولد المصري المنشأ صاحب العبارة و الفصاحة و البلاغة و البراعة ولد في جمادى الأولى سنة تسع (بتقديم التاء) و عشرين و خمسمائة.
و قال الأسدي في تاريخه سنة اثنتين و ثلاثين و خمسمائة: انتهت إليه براعة الإنشاء و بلاغة الترسل و له في ذلك معان مبتكرة لم يسبق إليها مع كثرتها اشتغل بصناعة الترسل على الموفق يوسف بن الخلال [5] شيخ الإنشاء