و ممن ولي مشيختها الشهاب بن قوام قال الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة في ذيله في جمادى الآخرة سنة خمس و عشرين و ثمانمائة شهاب الدين أحمد بن علاء الدين علي بن قوام الشافعي، حفظ المنهاج للنواوي و طلب الحديث و أفتى و ولي مشيخة الحديث بالسامرية قبل الفتنة ثم أنه أصابه وجع في صلبه و أقعد و افتقر و صار يشهد و تكلّم في شهادته، و كان حسن المحاضرة له عقل جيد، توفي في يوم الأحد سادس عشرين رجب سنة التاريخ المتقدم و دفن بالروضة (; تعالى) انتهى.
14- دار الحديث السكرية
بالقصاعين داخل باب الجابية و بها خانقاه لم أقف لواقفها على ترجمة.
و ولي مشيختها الشيخ الامام العالم الفقيه شهاب الدين عبد الحليم ابن الشيخ الامام العلامة مجد الدين عبد السلام بن عبد اللّه بن القاسم بن محمد بن الخضر بن تيمية الحراني [1]. قال ابن كثير في سنة اثنتين و ثمانين و ستمائة:
والد شيخنا العلامة العالم تقي الدين بن تيمية مفتي الفرق، الفارق بين الفرق.
كانت له فضيلة حسنة، و لديه فوائد كثيرة، و كان له كرسي بجامع دمشق يتكلم عليه عن ظهر قلبه، و ولي مشيخة دار الحديث السكرية بالقصاعين و بها كان مسكنه تم درس ولده الشيخ بها بعده في السنة الآتية كما سيأتي و دفن بمقابر الصوفية.
و قال ابن مفلح في طبقاته: سمع من المجد والده [2] و غيره، و رحل في صغره الى حلب و سمع من ابن اللتي و ابن رواحة [3] و قرأ العلم على والده المجد و تفنن في الفضائل و درّس و أفتى و صنف و صار شيخ البلد بعد أبيه المجد و خطيبه و حاكمه. و كان إماما كثير الفوائد جيد المشاركة في العلوم له يد طولى في الفرائض و الغوامض و الحساب و الهيئة و كان ديّنا متواضعا حسن