قال الشيخ صلاح الدين الصفدي في وافيه: علي بن أيوب بن منصور الشيخ الإمام علاء الدين المقدسي الشافعي معيد المدرسة البادرائية كان يعرف بعليان و كتب ذلك بخطه في اول امره، و درّس بالأسدية و بحلقة صاحب حمص، و سمع من الفخر ابن البخاري و عبد الرحمن ابن الزين [1]، و حدث بدمشق و القاهرة، و كتب بخطه المليح في أول أمره كثيرا من كتب العلم، و لما بيعت في حياته تغالى الناس فيها لصحتها. و كان قد عني بالحديث و طلب بنفسه و قرأ بنفسه أيضا و حرر و جوّد الألفاظ و ضبطها، ثم إنه سكن القدس بآخره، و اختلط في سنة ثنتين و أربعين و سبعمائة، و كان يعبث في اختلاطه بذكر الجن و يقول: قد وعدوني بأن يأتوا يسوقون نهرا من النيل و نهرا من زيت نابلس إلى داري هذه، و يعد لذلك أماكن يكون بها الماء و الزيت و أشياء من هذه المستحيلات، و قاسى فقرا شديدا وفاقة، و توفي بالقدس سنة ثمان و أربعين و سبعمائة في شهر رمضان المعظم انتهى.
12- دار الحديث الدوادارية و المدرسة و الرباط
قال ابن كثير في سنة ثمان و تسعين و ستمائة: و فيها وقف الأمير علم الدين سنجر الدوادار رواقه داخل باب الفرج دار حديث و مدرسة و ولي مشيخته الشيخ علاء الدين بن العطار و حضر عنده القضاة و الأعيان و عمل لهم ضيافة انتهى.
و قال الذهبي في العبر في سنة تسع و تسعين و ستمائة: الأمير الكبير علم الدين سنجر التركي الصالحي كان من نجباء الترك و شجعانهم و علمائهم، و له مشاركة جيدة في الفقه و الحديث. و فيه ديانة و كرم، و سمع الكثير من الزكي المنذري [2] و الرشيد العطار [3] و طبقتهما، و له معجم كبير و أوقاف بدمشق