قبلي البادرائية. قال ابن شداد: بجيرون أنشأها الحاج ناصر الدولة طرخان انتهى. و قال في تعداد مساجد دمشق مسجد في المدرسة المعروفة بدار طرخان، و هي كانت قديما للشريف أبي عبد اللّه بن أبي الحسن، فوقفها سنقر الموصلي و جعلها مدرسة لأصحاب أبي حنيفة (; تعالى) انتهى. و قال الذهبي في العبر في سنة ثمان و أربعين و خمسمائة: و أبو الحسن البلخي علي بن الحسن الحنفي الواعظ الزاهد، درس بالصادرية، ثم جعلت له دار الأمير طرخان مدرسة انتهى، و قد مرّت ترجمته في المدرسة البلخية. و قال الصفدي في حرف الطاء من وافيه: طرخان بن محمود الشيباني أحد الأمراء الكبار بدمشق صاحب المدرسة التي بجيرون توفي في حدود الخمس مائة و عشرين انتهى. ثم قال ابن شداد: أنشئت للشيخ برهان الدين أبي الحسن علي البلخي في سنة خمس و عشرين و خمسمائة، و هو أول من درس بها، و بعده جماعة منهم رشيد الدين الحواري، و بعده ولده. ثم بهاء الدين عباس بن الموصلي. ثم زين الدين العتال من أصحاب الشيخ الامام جمال الدين الخضيري. ثم وليها الخطيب شمس الدين الحسين بن العباس بقلعة دمشق، و هو مستمر بها إلى سنة أربع و سبعين و ستمائة انتهى. و قال ابن كثير في تاريخه في سنة ثلاثين و ستمائة: القاضي شرف الدين إسماعيل بن إبراهيم [1] أحمد مشايخ الحنفية، و له مصنفات في الفرائض و غيرها، و هو ابن خالة القاضي شمس الدين بن الشيرازي الشافعي، و كلاهما كان ينوب عن ابن الزكي و ابن الحرستاني، و كان يدرس بالطرخانية و بها مسكنه، فلما أرسل إليه الملك المعظم [2] أن يفتي بإباحة نبيذ التمر و ماء الرمان امتنع من ذلك، و قال: أنا على رأي محمد بن الحسن [3] في ذلك، و الرواية عن أبي حنيفة شاذة، و لا يصح حديث ابن مسعود [4] في ذلك، و لا الأثر عن عمر [5] أيضا، فغضب عليه المعظم و عزله عن التدريس